قلت: سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم له من الكمالات والخصوصيات ما لم يصح لأحد وهذا قرره ابن تيمية في كتابه (الصارم المسلول على شاتم الرسول) وهو أحسن كتبه، وهو صلى الله عليه وسلم في ترق وارتفاع إلى يوم الدين، وهذا أمر معلوم من الدين بالضرورة ومقرر في كتب الخصائص ودلائل النبوة والشفا وشروحه.
فقد قال صلى الله عليه وسلم: " من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ". أخرجه مسلم وغيره.
فجميع الأعمال الصالحة التي تصدر عن الأمة المحمدية راجعة لدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لها فثوابها راجع إليه وهو ينتفع به قطعا من غير أن ينقص ذلك من أجورهم شيئا.
وفي هذا الصواب قال ابن تيمية في الفتاوى (1 / 191): ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في الصحيح أنه قال: " من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه من غير أن ينقص من أجورهم شئ ".
ومحمد صلى الله عليه وسلم هو الداعي إلى ما تفعله أمته من الخيرات، فما يفعلونه له فيه من الأجر مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شئ. انتهى كلام ابن تيمية.
والحاصل أن ابن عثيمين زل فيما قال.
نعوذ بالله من الكلام في كتاب الله بغير علم والتعدي على مقام سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثانيا - الدليل من السنة، وهو ينقسم إلى قسمين:
الأول: الأحاديث الدالة على مطلق الأمر بزيارة القبور ولها ألفاظ