ولكنا كنا قوما نعبد الحجارة والأوثان فإذا لقينا حجرا أحسن من حجر ألقيناه وأخذنا غيره ولا نعرف ربا حتى بعث الله إلينا رسولا من أنفسنا فدعانا إلى الاسلام فاتبعناه ولم نجئ لطعام وأمرنا بقتال عدونا ممن ترك الاسلام ولم نجئ لطعام ولكنا جئنا نقتل مقاتلتكم ونسبي ذراريكم فأما ما ذكرت من الطعام فانا كنا لعمري ما نجد من الطعام ما نشبع منه وربما لم نجد ريا من الماء أحيانا فجئنا إلى أرضكم هذه فوجدنا طعاما كثيرا فلا والله لا نبرحها حتى تكون لنا أولكم قال العلج بالفارسية صدق وأنت تفقأ عينك غدا بالفارسية ففقئت عينه من الغد أشابته نشابة. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي الصلت قال كتب إلينا عمر رضي الله عنه ونحن مع النعمان ابن مقرن المزني قال فإذا لقيتم العدو فلا تفروا وإذا غنمتم فلا تغلوا فلما لقينا العدو قال النعمان أمهلوا القوم وذلك يوم الجمعة حتى يصعد أمير المؤمنين فيستنصر فقاتلهم فانفض النعمان فقال سجوني ثوبا واقبلوا على عدوكم ولا أهولنكم قال فأقبلنا عليهم ففتح الله تعالى علينا وأتى عمر الخبر أنه أصيب النعمان وفلان وفلان ورجال لا نعرفهم قال ولكن الله يعرفهم. رواه الطبراني واسناده حسن. وعن معقل بن يسار أن عمر شاور الهرمزان في أصبهان وفارس وأذربيجان فقال يا أمير المؤمنين أصبهان الرأس وفارس وأذربيجان الجناحان فان قطعت أحد الجناحين ثار الرأس بالجناح الآخر وإن قطعت الرأس وقع الجناحان فابدأ بأصبهان فدخل عمر المسجد فإذا هو بالنعمان بن مقرن المزني فانتظره حتى قضى صلاته فقال إني مستعملك فقال أما جابيا فلا وأما غازيا فنعم قال فإنك غاز فسرحهم وبعث إلى أهل الكوفة أن يمدوه ويلحقوا به فيهم حذيفة بن اليمان والمغيرة بن شعبة والزبير بن العوام والأشعث وعمرو بن معدي كرب وعبد الله بن عمرو فأتاهم النعمان وبينه وبينهم نهر فبعث إليهم المغيرة بن شعبة رسولا وملكهم ذو الجناحين فاستشار أصحابه فقال ما ترون أجلس له في هيئة الحرب أو في هيئة الملك وبهجته فقالوا اقعد له في هيئة الملك وبهجته فجلس له على هيئة الملك وبهجته على سرير
(٢١٥)