فبعضهم يقول: القول ما قاله عمر وبعضهم يقول: القول ما قاله النبي - صلى الله عليه وآله - فلما أكثروا اللغط والاختلاف قال النبي - صلى الله عليه وآله -: قوموا عني ولا ينبغي عندي التنازع (١).
فقال: هذا حديث صحيح، ولكن أي طعن فيه على عمر؟
فقلت: الطعن عليه من وجهين:
الأول: أنه سوء أدب منه ومن الجماعة الموافقين له في حق النبي صلى الله عليه وآله في ردهم عليه مراده وعدم قبولهم أوامره ورفع أصواتهم فوق صوته حتى تأذى بذلك وقال لهم: قوموا عني تبرما منهم، وقد قال تعالى: ﴿ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا﴾ (٢) وقال تعالى: ﴿لا تقدموا بين يدي الله ورسوله﴾ (٣) وقال: ﴿لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول﴾ (٤) ومع ذلك لم يقتصر عمر على هذه الوجوه، بل قابله بالشتم في وجهه وقال: إن نبيكم ليهجر أي يهذي، وقد قال تعالى: ﴿وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي﴾ (5).
الثاني: أن النبي صلى الله عليه وآله لما أراد إرشادهم وحصول الألفة بينهم وعدم وقوع الاختلاف والعداوة والبغضاء بكتب الكتاب الذي يكون نافيا لضلالهم أبدا بنص الرسول منعه عمر وحال بينه وبين مراده، وهو مأمور بتوقيره واتباع أوامره، وقد قال تعالى: (وما كا لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله