يا ابن عباس إني أجد في القرآن أشياء تختلف علي فقد وقع ذلك في صدري.
فقال ابن عباس: أتكذيب؟ فقال: ما تكذيب ولكن اختلاف.
قال: فهلم ما وقع في نفسك.
قال له الرجل: اسمع الله عز وجل يقول: ﴿فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون﴾ (١) وقال في آية أخرى: ﴿واقبل بعضهم على بعض يتساءلون﴾ (٢) وقال في آية أخرى: ﴿ولا يكتمون الله حديثا﴾ (٣) وقال في آية أخرى: (والله ربنا ما كنا مشركين) (٤) فقد كتموا في هذه الآية وفي قوله: ﴿أم السماء بناها رفع سمكها فسواها و أغطش ليلها وأخرج ضحاها والأرض بعد ذلك دحاها﴾ (٥) فذكر في هذه الآية خلق السماء قبل الأرض ثم قال في هذه الآية الأخرى: ﴿أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون لله أندادا ذلك رب العالمين﴾ (٦) وقال: ﴿وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين) - إلى آخر الآية قوله - طائعين﴾ ﴿٧) فذكر في هذه الآية خلق الأرض قبل السماء.
وقوله: وكان الله غفورا رحيما﴾ (٨) و ﴿كان الله عزيزا حكيما﴾ (٩) و ﴿كان الله سميعا بصيرا﴾ (10) فكأنه كان ثم مضى. قال ابن عباس: هات ما وقع في نفسك من هذا.
قال السائل: إذا أنت أنبأتني بهذا فحسبي.
قال ابن عباس: قوله (فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون) فهذا في