ليت أشياخي ببدر شهدوا * جزع الخزرج من وقع الأسل لأهلوا واستهلوا فرحا * ولقالوا يا زيد لا تشل فجزيناه ببدر مثله * فأقمنا مثل بدر واعتدل لست من خندف إن لم أنتقم * من بني أحمد ما كان فعل فقامت زينب بنت علي بن أبي طالب - وأمها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله - وقالت:
الحمد لله ربت العالمين، والصلاة على جدي سيد المرسلين، صدق الله سبحانه كذلك يقول: " ثم كان عاقبة الذين أساؤوا السوءا أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزؤن " أظننت يا يزيد حين أخذت علينا أقطار الأرض وضيقت علينا آفاق السماء فأصبحنا لك في إسار نساق إليك سوقا في قطار وأنت علينا ذو اقتدار أن بنا من الله هوانا وعليك منه كرامة وامتنانا؟ وأن ذلك لعظم خطرك وجلالة قدرك؟ فشمخت بأنفك ونظرت في عطفك تضرب أصدريك فرحا وتنفض مذرويك مرحا، حين رأيت الدنيا لك مستوسقة والأمور لديك متسقة، وحين صفا لك ملكنا وخلص لك سلطاننا، فمهلا مهلا! لا تطش جهلا، أنسيت قول الله عز وجل: " ولا تحسبن الذين كفروا إنما نملي لهم خيرا لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين ".
أمن العدل يا ابن الطلقاء! تخديرك حرائرك وإماءك وسوقك بنات رسول الله سبايا؟ قد هتكت ستورهن، وأبديت وجوههن، تحدوا بهن الأعداء من بلد إلى بلد، وتستشرفهن أهل المناقل، ويتبرزن لأهل المناهل، ويتصفح وجوههن القريب والبعيد والغائب والشهيد والشريف والوضيع والدني والرفيع، ليس معهن من رجالهن ولي ولا من حماتهن حميم (حمي خ) عتوا منك على الله، وجحودا لرسول الله، ودفعا لما جاء به من عند الله، ولاغرو منك