شيعة المختار الكذاب! ألا يا شيعة ابن الأشتر المرتاب! من كان منكم يدل بشجاعته وشدته فليبرز إلي إن كان صادقا وللقران معانقا، ثم جعل يجول في ميدان الحرب، وهو يرتجز ويقول:
أنا ابن ضبعان الكريم المفضل * إني أنا الليث الكمي الهذلي من عصبة يبرأن من دين علي * كذاك كانوا في الزمان الأول يا رجال، فما لبث أن خرج إليه الأحوص بن شداد الهمداني، وهو يرتجز ويقول:
أنا ابن شداد على دين علي * لست بمروان بن ليلى بولي لاصطلين الحرب فيمن يصطلي * أخوض نار الحرب حتى تنجلي قال: فجعل الشامي يشتم الأحوص بن شداد، فقال له الأحوص: يا هذا لا تشتم إن كنت غريبا، فإن الذي بيننا وبينكم أجل من الشتيمة، أنتم تقاتلون عن بني مروان ونحن نطالبكم بدم ابن بنت نبي الرحمن، فادفعوا إلينا هذا الفاسق اللعين عبيد الله بن زياد الذي قتل ابن بنت نبي رب العالمين محمد صلى الله عليه وآله حتى نقتله ببعض موالينا الذين قتلوا مع الحسين بن علي، فإننا لا نراه للحسين كفؤا فنقتله به، فإذا دفعتموه إلينا فقتلناه جعلنا بيننا وبينكم حكما من المسلمين.
فقال له الشامي:
إننا قد جربناكم في يوم صفين عندما حكمنا وحكمتم، فغدرتم ولم ترضوا بما حكم عليكم.
قال: فقال له الأحوص بن شداد:
يا هذا إن الحكمين لم يحكما برضا الجميع، وأحدهما خدع صاحبه الآخر، والخلافة لا تعقد في الخديعة، ولا يجوز في الدين إلا النصيحة، ولكن ما اسمك أيها الرجل؟ فقال الشامي: اسمي منازل الاقران حلال، فقال له الأحوص