وكلمتنا الأخيرة: الإسلام برئ من الشعوبية والعنصرية إنما هو دين العقيدة والإيمان.
(كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة).
هذا هو الإسلام. وهذه روحه. وتلك دعوته.
هكذا عرفه الله وعرفتها الشعوب حقيقة واقعية لا مرية فيها:
إذن فما سبب اعترافه بقانون الاستعباد البشري الذي يتناقض مع قانون العدل والإنصاف ويستبشعه العقل الحكيم؟!
والجواب أولا بصورة إجمالية -: إن الإسلام لم يعترف.
بقانون الاستعباد البشري إطلاقا - على ما كان المتداول عند الأمم المتمدنة آنذاك... تدلنا على ذلك مراجعة عابرة للتاريخ القديم واستجواب فلسفة الاستعباد البشري حينذاك: - كانت الرومان تعتقد - فلسفيا -: أن العنصر الأبيض غير العنصر الأسود جنسا ودما وخلقة. فالدم الذي يجري في عروق الإنسان الأبيض يختلف عن الذي يجري في عروق الأسود كما أنهما خلقا من أصلين متباينين. وقد خلق الأسود لكي يخدم الأبيض. فوجوده لوجوده، على غرار سائر الحيوانات والنباتات والأحجار. فالإنسان الكريم هو الأبيض. أما الأسود فهو مخلوق لخدمة الأبيض، فهو عبد له في أصل خلقته، وللإنسان الأبيض أن يستغل الإنسان الأسود أينما وجده أو عثر عليه،