فقال: يا أبا عبد الله إن المجالس بالأمانات ولابد لمن كان به سعال أن يسعل أفتأذن لي في الكلام؟ فقال عليه السلام: تكلم بما شئت، فقال: إلى كم تدوسون هذا البيدر، وتلوذون بهذا الحجر 2)، وتعبدون هذا البيت المرفوع بالطوب 3) والمدر، وتهرولون حوله هرولة البعير إذا نفر؟! إن من فكر في هذا وقدر علم أن هذا فعل أسسه غير حكيم ولا ذي نظر فقل فإنك رأس هذا الامر وسنامه وأبوك اسه ونظامه، فقال أبو عبد الله عليه السلام: إن من أضله الله وأعمى قلبه استوخم الحق فلم يستعذبه، وصار الشيطان وليه يورده مناهل الهلكة، ثم لا يصدره، وهذا بيت استعبد الله به خلقه ليختبر طاعتهم في إتيانه، فحثهم على تعظيمه وزيارته، وجعله محل أنبيائه وقبلة للمصلين له، فهو
____________________
1) المراد من الجبر الأشاعرة، لأنهم القائلون بالجبر وسلب الاختيار. وأما القدر، فهو عبارة عن المعتزلة، لأنهم يقولون: لا تقدير له سبحانه في أفعال العباد، فيكون المراد من القدرية المعتزلة. وقيل: هم الأشاعرة ولكل واحد من القولين شاهد من الاخبار.
2) يعني: الحجر الأسود، أو البيت كله، فإنه من الأحجار.
3) هو بالضم الآجر.
2) يعني: الحجر الأسود، أو البيت كله، فإنه من الأحجار.
3) هو بالضم الآجر.