قال الرجل: فإذا إنه لا شئ 2) إذ لم يدرك بحاسة من الحواس فقال أبو الحسن عليه السلام: ويلك لما عجزت حواسك عن إدراكه أنكرت ربوبيته، ونحن إذا عجزت حواسنا عن إدراكه أيقنا أنه ربنا خلاف الأشياء.
____________________
الأين. وكذا الكلام في الكيف، ومعنى جعل الماهيات أن الماهية لابد لها من الايجاد اجماعا من الحكماء والمتكلمين، لكنها بعد الايجاد هل يحتاج في كونها هي هي إلى جعل آخر أم يكفي في تحقق كونها تلك الماهية ذلك الجعل الأول، مثلا لا بد لحقيقة الانسان من الايجاد، أما كون هذه الماهية مهية للانسان هل يحتاج إلى ايجاد آخر أم يكفي في تحصلها ذلك الايجاد الأول؟
ذهب طائفة من المتكلمين إلى الأول، وأكثر الحكماء إلى الثاني. وادعى المحقق الدواني في الزوراء بداهته، وأنه لا يحتاج إلى جعل آخر، وظاهر الخبر مشعر بمذهب المتكلمين.
1) أي: لا يعرف بأنه موصوف بكيفية وأين، لأنه تعالى إنما خلق الأين والكيف لحاجة الخلق اليهما، فلو اتصف بهما كان دليلا على احتياجه اليهما وهما غيره، والواجب لا يكون محتاجا إلى الغير.
2) لما كان الزنادقة لا يتعدون ما وراء الحس، وأنهم ممن غلب وهمه على عقله (1) اقتصروا في الاستدلال على ما يدرك بالحواس. وأما من غلب عقله على وهمه، فلا يستدل عليه تعالى الا بالعقل، ولا شك أن العقل يحكم حكما قاطعا بأن من أدرك بالحواس لا يكون واجب الوجود، لكان التضاد بينهما
ذهب طائفة من المتكلمين إلى الأول، وأكثر الحكماء إلى الثاني. وادعى المحقق الدواني في الزوراء بداهته، وأنه لا يحتاج إلى جعل آخر، وظاهر الخبر مشعر بمذهب المتكلمين.
1) أي: لا يعرف بأنه موصوف بكيفية وأين، لأنه تعالى إنما خلق الأين والكيف لحاجة الخلق اليهما، فلو اتصف بهما كان دليلا على احتياجه اليهما وهما غيره، والواجب لا يكون محتاجا إلى الغير.
2) لما كان الزنادقة لا يتعدون ما وراء الحس، وأنهم ممن غلب وهمه على عقله (1) اقتصروا في الاستدلال على ما يدرك بالحواس. وأما من غلب عقله على وهمه، فلا يستدل عليه تعالى الا بالعقل، ولا شك أن العقل يحكم حكما قاطعا بأن من أدرك بالحواس لا يكون واجب الوجود، لكان التضاد بينهما