فالذي يعلم الناس أن المريد غير الإرادة وأن المريد قبل الإرادة وأن الفاعل قبل المفعول وهذا يبطل قولكم: إن الإرادة والمريد شئ واحد، قال: جعلت فداك ليس ذاك منه على ما يعرف الناس ولا على ما يفقهون، قال عليه السلام: فأراكم ادعيتم علم ذلك 1) بلا معرفة، وقلتم: الإرادة كالسمع والبصر إذا كان ذلك عندكم على ما لا يعرف ولا يعقل، فلم يحر جوابا.
ثم قال الرضا عليه السلام: يا سليمان هل يعلم الله عز وجل جميع ما في الجنة والنار؟! قال سليمان: نعم، قال: أفيكون ما علم الله عز وجل أنه يكون من ذلك؟! قال: نعم، قال: فإذا كان حتى لا يبقى منه شئ 2) إلا كان أيزيدهم أو يطويه عنهم؟! قال سليمان، بل يزيدهم، قال: فأراه في قولك:
قد زادهم ما لم يكن في علمه أنه يكون قال: جعلت فداك فالمزيد لا غاية
____________________
ومحلا للحوادث، وهذا محال.
1) قيل: معناه انك لما ادعيت أن ذلك على خلاف ما يعقله الناس، فلم يحصل لك من ذلك سوى احتمال أن يكون كذلك ولم يقم دليلا على ذلك، ومجرد الاحتمال لا يكفي في مقام الاستدلال، أو المعنى أنه إذا كان هذا الامر على خلاف ما يعقله الناس ويفهمونه، فلا يمكن التصديق به، إذ التصديق فرع تصور الأطراف.
2) هذا الكلام في العلم وقع معترضا بين حمل الإرادة والكلام فيها، ولعل
1) قيل: معناه انك لما ادعيت أن ذلك على خلاف ما يعقله الناس، فلم يحصل لك من ذلك سوى احتمال أن يكون كذلك ولم يقم دليلا على ذلك، ومجرد الاحتمال لا يكفي في مقام الاستدلال، أو المعنى أنه إذا كان هذا الامر على خلاف ما يعقله الناس ويفهمونه، فلا يمكن التصديق به، إذ التصديق فرع تصور الأطراف.
2) هذا الكلام في العلم وقع معترضا بين حمل الإرادة والكلام فيها، ولعل