____________________
ليس معه إرادة ولا فعل ولا مزاولة عمل، فلما استضاءنا به وحصل الضوء فينا من قبله نسبنا الإضاءة إليه وقلنا قد أضاء، فلا يشترط في استعمال تلك الأفعال الا الاستتباع والسببية من غير اشتراط شئ آخر والا ظهر بدل فلا استضاء لنا قوله فلما استضاءنا به، كما لا يخفى، هكذا قرره شيخنا المعاصر أبقاه الله تعالى (1).
الا أن المستفاد من ظاهر العبارة معنى آخر، وهو أن يكون قوله (ولا يقال إن السراج) من تمام الكلام الأول يشتمل على تشبيه آخر بالسراج من باب التشبيه الأول، وحاصله: ان السراج لا يقال إنه أراد بنا الإضاءة، وذلك أنه لا يتصف بإرادة عدمها، إذ لا فعل له ولا شعور ولا إرادة، والشئ إنما يتصف بشئ إذا جاز اتصافه بنقيض ذلك الشئ، ولهذا لا يقال للجدار انه أعمى. وتقرير باقي الكلام كما تقدم.
1) حاصله: أن الفاعل بسبب فعله لا يدخله تغيير، وإنما يدخله التغيير من فعل غيره فيه، وذلك كالنار فإنها لا تحدث في نفسها تغييرا بسبب ما يوجد منها من الافعال والتأثيرات في غيرها. نعم تنفعل عن الغير كما إذا صب عليها ماء، وكذلك الحرارة لا تحرق نفسها عند احراقها غيرها، وكذلك البصر إذا أثر في غيره بانطباع تلك الصور فيه لا يؤثر في نفسه، بأن تنطبع الحدقة في نفسها، وإنما تنطبع في بصر آخر يغايرها، فكذلك تعالى شأنه عن التشبيه لا يدخل عليه تغيير في ذاته بايجاد الممكنات، وإنما يتأثر من غيره، وليس هناك غير يؤثر فيه، لأنه مبدأ الأغيار وعلة العلل.
وبالجملة فالفاعل لا يتأثر من فعل نفسه. وأما الانسان إذا ضرب عضوا منه
الا أن المستفاد من ظاهر العبارة معنى آخر، وهو أن يكون قوله (ولا يقال إن السراج) من تمام الكلام الأول يشتمل على تشبيه آخر بالسراج من باب التشبيه الأول، وحاصله: ان السراج لا يقال إنه أراد بنا الإضاءة، وذلك أنه لا يتصف بإرادة عدمها، إذ لا فعل له ولا شعور ولا إرادة، والشئ إنما يتصف بشئ إذا جاز اتصافه بنقيض ذلك الشئ، ولهذا لا يقال للجدار انه أعمى. وتقرير باقي الكلام كما تقدم.
1) حاصله: أن الفاعل بسبب فعله لا يدخله تغيير، وإنما يدخله التغيير من فعل غيره فيه، وذلك كالنار فإنها لا تحدث في نفسها تغييرا بسبب ما يوجد منها من الافعال والتأثيرات في غيرها. نعم تنفعل عن الغير كما إذا صب عليها ماء، وكذلك الحرارة لا تحرق نفسها عند احراقها غيرها، وكذلك البصر إذا أثر في غيره بانطباع تلك الصور فيه لا يؤثر في نفسه، بأن تنطبع الحدقة في نفسها، وإنما تنطبع في بصر آخر يغايرها، فكذلك تعالى شأنه عن التشبيه لا يدخل عليه تغيير في ذاته بايجاد الممكنات، وإنما يتأثر من غيره، وليس هناك غير يؤثر فيه، لأنه مبدأ الأغيار وعلة العلل.
وبالجملة فالفاعل لا يتأثر من فعل نفسه. وأما الانسان إذا ضرب عضوا منه