أفسدت عليك قولك ودعواك يا عمران، أليس ينبغي أن تعلم أن الواحد ليس يوصف بضمير، وليس يقال له أكثر من فعل وعمل وصنع وليس يتوهم منه مذاهب وتجزئة كمذاهب المخلوقين وتجزئتهم فاعقل ذلك وابن عليه ما علمت صوابا.
____________________
ذهنية حصلت في الذهن أم بغيرها، فأجاب عليه السلام أن العلم لو لم يكن الا بحصول تلك الصورة، فالعلم بالمعلوم لا بد أن يكون موقوفا على العلم بالصورة التي هي آلة ملاحظة المعلوم وتحديدها وهي تصويرها.
قال عمران لا بد من ذلك، فأجابه عليه السلام بأنه لا بد لك أن تعرف تلك الصورة وحقيقتها، فبين لنا حقيقتها، فلما اعترف بالعجز عن الجواب الزم عليه الايراد بوجه آخر، وهو أنه على قولك أنه لا بد لكل معلوم أن يعرف بصورة، فالصورة أيضا لابد وأن تعرف بصورة أخرى، وهكذا إلى ما لا نهاية له.
فان قلت: ان الصورة تعرف بنفسها بالعلم الحضوري من غير حاجة إلى صورة أخرى، فلم لا يجوز أن يكون علمه تعالى بأصل الأشياء على وجه لا يحتاج إلى صورة وضمير؟
ثم لما أفسد عليه السلام الأصل الذي هو مبنى كلام السائل أقام البرهان على امتناع حلول الصور فيه واتصافه بالضمير لمنافاته لوحدته الحقيقية، واستلزامه التجزي والتبعض وكونه متصفا بالصفات الزائدة، وكل ذلك ينافي وجوب الوجود، فليس فيه تعالى عند ايجاد المخلوقين سوى التأثير من غير عمل وروية وتفكر وتصوير وخطور وذهاب الفكر إلى المذاهب وسائر ما يكون في الناقصين العاجزين من الممكنات.
قال عمران لا بد من ذلك، فأجابه عليه السلام بأنه لا بد لك أن تعرف تلك الصورة وحقيقتها، فبين لنا حقيقتها، فلما اعترف بالعجز عن الجواب الزم عليه الايراد بوجه آخر، وهو أنه على قولك أنه لا بد لكل معلوم أن يعرف بصورة، فالصورة أيضا لابد وأن تعرف بصورة أخرى، وهكذا إلى ما لا نهاية له.
فان قلت: ان الصورة تعرف بنفسها بالعلم الحضوري من غير حاجة إلى صورة أخرى، فلم لا يجوز أن يكون علمه تعالى بأصل الأشياء على وجه لا يحتاج إلى صورة وضمير؟
ثم لما أفسد عليه السلام الأصل الذي هو مبنى كلام السائل أقام البرهان على امتناع حلول الصور فيه واتصافه بالضمير لمنافاته لوحدته الحقيقية، واستلزامه التجزي والتبعض وكونه متصفا بالصفات الزائدة، وكل ذلك ينافي وجوب الوجود، فليس فيه تعالى عند ايجاد المخلوقين سوى التأثير من غير عمل وروية وتفكر وتصوير وخطور وذهاب الفكر إلى المذاهب وسائر ما يكون في الناقصين العاجزين من الممكنات.