نور البراهين - السيد نعمة الله الجزائري - ج ٢ - الصفحة ٤٦٨
قال عمران: يا سيدي ألا تخبرني عن حدود خلقه كيف هي وما معانيها وعلى كم نوع يتكون، قال عليه السلام: قد سألت فافهم، إن حدود خلقه على ستة أنواع 1) ملموس وموزون ومنظور إليه. وما لا وزن له وهو الروح، ومنها منظور إليه وليس له وزن ولا لمس ولا حس ولا لون ولا ذوق، والتقدير، والاعراض، والصور، والعرض، والطول. ومنها العمل والحركات التي تصنع الأشياء وتعلمها وتغيرها من حال إلى حال وتزيدها وتنقصها، وأما الاعمال والحركات فإنها تنطلق لأنها لا وقت لها أكثر من قدر ما يحتاج إليه، فإذا فرغ من الشئ انطلق بالحركة وبقي الأثر، ويجري مجرى الكلام الذي يذهب ويبقى أثره.
قال له عمران: يا سيدي ألا تخبرني عن الخالق إذا كان واحدا لا شئ غيره ولا شئ معه أليس قد تغير بخلقه الخلق؟ قال الرضا عليه السلام: لم يتغير عز وجل بخلق الخلق، ولكن الخلق يتغير بتغييره.
____________________
1) قال بعض المحققين: لعل الأول ما يكون ملموسا وموزونا ومنظورا إليه.
والثاني ما لا يكون له تلك الأوصاف كالروح، وإنما عبر عنه بما لا ذوق له اكتفاء ببعض صفاته. وفي بعض النسخ (وما لا لون له) وهو الروح وهو أظهر للمقابلة.
والثالث ما يكون منظورا إليه ولا يكون ملموسا ولا محسوسا ولا موزونا ولا لون له، كالهواء أو السماء، فالمراد بكونه منظورا إليه أنه يظهر للنظر بإثارة، أو قد يرى ولا لون له بالذات، أو يراد به الجن والملك وأشباههما. والظاهر أن قوله (ولا لون) من زيادات النساخ.
والرابع التقدير ويدخل فيه الصور والطول والعرض.
(٤٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 463 464 465 466 467 468 469 470 471 472 473 ... » »»
الفهرست