عليهم في قتلهم إياه وخطأهم في ذلك، وقال: لو لم يقتل لأمكن أن يتم عليه بالحجج والبراهين العقلية والنقلية حقية مذهب الإمامية، وبطلان مذهب أهل السنة والجماعة، ويردع عن مذهبه الباطل، ويلزم بذلك ويسكت، ويذعن من إلزامه جميع أهل ما وراء النهر وخراسان بحقية مذهب الشيعة الاثني عشرية، ولذلك كان الشيخ المذكور متأسفا دائما) (1).
أسباب رجوع الشيخ إلى العراق:
بالرغم من عظمة الشيخ وجلالته، وإخلاصه في تثبيت قواعد المذهب الشريف، وحياطته للدولة الناشئة، وإجلال السلطان له وتقريبه إياه وتواضعه للعلم والعلماء، فقد كان يعاملهم معاملة خاصة، وقد مر بنا رأيه في معاملة علماء أهل السنة فكيف بعلماء الإمامية!
قال السيد الخوانساري:
إن المسموع عن المترجم أنه كان له وثوق بديانة مولانا شمس الدين محمد ابن أحمد الفارسي المتكلم الحكيم المشتهر بالفاضل الخفري صاحب الحواشي المشهورة على شرح التجريد وغيرها بحيث أنه أجلسه في مجلسه في بعض أسفاره، وأذن للناس إليه في الرجوع إلى أمور دينهم ودنياهم، فلما رجع وجد أعماله موافقة للصواب فازداد به وثوقا والعهدة على الراوي (2).
قال صاحب رياض العلماء إنه اتفق مع الصدر الكبير الأمير جمال الدين محمد الأسترآبادي الذي كان صدرا عند الشاه إسماعيل وولده الشاه طهماسب، وكان من العلماء على أن يقرأ الشيخ علي عند الصدر المذكور شرح التجريد الجديد ويقرأ الصدر على الشيخ علي قواعد العلامة، فقرأ الشيخ عليه درسين من شرح التجريد، ولم يقرأ الصدر على الشيخ ثم تمارض الصدر. وفي ذلك من الدلالة على علو همته وتواضعه للعلم وأهله ولو كانوا من الأمراء (3).