جامع المقاصد - المحقق الكركي - ج ١ - الصفحة ٤٤٩
وإهالة ذي الرحم، وتجصيص القبور وتجديدها،
____________________
اللحد بالساج ونحوه فلا بأس به.
قوله: (وتجصيص القبور).
أي: يكره ذلك، وحكى في التذكرة الإجماع على الكراهية (1)، وقد روي عن الكاظم عليه السلام: (لا يصلح البناء على القبر، ولا الجلوس، ولا تجصيصه، ولا تطيينه) (2)، وحكى في الذكرى، عن الشيخ: أن المكروه تجصيصه بعد الاندراس لا ابتداء (3)، لما روي أن الكاظم عليه السلام أمر بعض مواليه بتجصيص قبر ابنة له ماتت، وكتب اسمها على لوح وجعله في القبر (4)، وفيه جمع ظاهر، وفي المنتهى حمل الأمر بالتجصيص في هذا الحديث على التطيين، وحكم بكراهة التجصيص مطلقا والتطيين بعد اندراسها لا ابتداء (5)، وفي قول الشيخ قوة، خصوصا إذا كان المراد به دوام تميزه ليزار ويترحم عليه.
قوله: (وتجديدها).
أي: بعد اندراسها، فقد روي أن أمير المؤمنين عليه السلام قال: (من جدد قبرا، أو مثل مثالا فقد خرج من الإسلام) (6)، وهو منزل على قصد مخالفة الشارع بهذا الفعل استحلالا، أو على المبالغة في الزجر مجازا، أي: هو على حد ذلك.
وقد روي الحديث بلفظ (حدد) بالحاء المهملة، أي: سنم، وبالخاء المعجمة من الخد، وهو الشق، فإن شق القبر يتضمن النبش المحرم، وروي جدث بالجيم والتاء المثلثة وهو قريب من الشق، لأن الجدث القبر، فيكون معنى جدث القبر جعله جدثا لميت آخر، وهو يستلزم النبش والتنزيل (7)، كما سبق.

(١) التذكرة ١: ٥٦.
(٢) التهذيب ١: ٤٦١ حديث ١٥٠٣، الاستبصار ١: ٢١٧ حديث ٧٦٧.
(٣) الذكرى: ٦٨، والنهاية: ٤٤.
(٤) الكافي ٣: ٢٠٢ حديث ٣، التهذيب ١: ٤٦١ حديث ١٥٠١، الاستبصار ١: ٢١٧ حديث ٧٦٨.
(٥) المنتهى ١: ٤٦٣.
(٦) الفقيه ١: ١٢٠ حديث ٥٧٩، التهذيب ١: ٤٥٩ حديث ١٤٩٧.
(٧) التهذيب ١: ٤٥٩ ذيل حديث 1497.
(٤٤٩)
مفاتيح البحث: القبر (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 444 445 446 447 448 449 450 451 452 453 454 ... » »»
الفهرست