أخبرك بما فيك؟ وهذا علم كثير فقالت له: بئس ما قلت يا عبد الله إنه ليس بساحر ولا كاهن ولا مخدوم ولكنه من أهل بيت النبوة وهو وصي رسول الله صلى الله عليه وآله ووارثه وهو يخبر الناس بما ألقاه رسول الله صلى الله عليه وآله وعلمه لأنه حجة الله علي هذا الخلق بعد نبيه صلى الله عليه وآله، فأقبل عمرو بن حريث إلى مجلسه، فقال له أمير المؤمنين: يا عمرو وبما استحللت أن ترمني بما رميتني به أما والله لقد كانت المرأة أحسن قولا " في منك ولأقفن أنا وأنت من الله موقفا " فانظر كيف تتخلص من الله، فقال: يا أمير المؤمنين أنا تائب إلى الله وإليك مما كان فاغفره لي غفر الله لك، فقال: لا والله لا أغفر لك هذا الذنب أبدا " حتى أقف أنا وأنت بين يدي من لا يظلمك شيئا " (1).
الحسن ين علي بن المغيرة، عن عيسى بن هشام، عن عبد الصمد بن بشير، عن عبد الله بن سليمان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الإمام أفوض الله إليه كما فوض إلى سليمان؟ فقال: نعم وذلك أن رجلا " سأله عن مسألة فأجابه وسأله آخر عن تلك المسألة فأجابه بغير جواب الأول ثم سأله آخر عنها فأجابه بغير جواب الأولين، ثم قال:
" هذا عطاؤنا فامسك أو أعط بغير حساب " وهكذا هي في قراءة علي عليه السلام، قلت: أصلحك الله فحين أجابهم بهذا الجواب يعرفهم الإمام؟ فقال: سبحان الله أما تسمع الله يقول في كتابه " إن ذلك لآيات للمتوسمين " وهم الأئمة " وإنها لبسبيل مقيم " لا يخرج منهم أبدا "، ثم قال لي: نعم إن الإمام إذا نظر إلى الرجل عرفه وعرف ما هو عليه وعرف لونه وإن سمع كلامه من وراء حائط عرفه وعرف ما هو إن الله يقول: " ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين (2) " فهم العلماء وليس يسمع شيئا " من الألسن تنطق إلا عرفه ناج أو هالك فلذلك يجيبهم بالذي يجيبهم به (3).
العباس بن معروف، عن حماد بن عيسى، عن ربعي بن عبد الله، عن محمد بن مسلم