يا بذية، يا سلفع، يا سلقلق يا من لا تحيض كما تحيض النساء، قال: فولت فخرجت من المسجد فتبعها عمرو بن حريث فقال لها: أيتها المرأة قد قال علي فيك ما قال أيصدق عليك؟ فقالت:
والله ما كذب وإن كل ما رماني به لفي، وما اطلع علي أحد إلا الله الذي خلقني وأمي التي ولدتني، فرجع عمرو بن حريث فقال: يا أمير المؤمنين تبعت المرأة فسألتها عما رميتها به في بدنها فأقرت بذلك كله، فمن أين علمت ذلك؟ فقال إن رسول الله صلى الله عليه وآله علمني ألف باب من الحلال والحرام يفتح كل باب ألف باب حتى علمت المنايا والوصايا وفصل الخطاب وحتى علمت المذكرات من النساء والمؤنثين من الرجال (1).
الحسين بن علي الدينوري، عن محمد بن الحسن قال: حدثني إبراهيم بن غياث، عن عمرو بن ثابت، عن ابن أبي حبيب، عن الحارث الأعور قال: كنت مع أمير المؤمنين عليه السلام في مجلس القضاء إذ أقبلت امرأة مستعدية على زوجها فتكلمت بحجتها وتكلم الزوج بحجته فوجه القضاء عليها، فغضبت غضبا " شديدا " ثم قالت: والله يا أمير المؤمنين لقد حكمت علي بالجور وما بهذا أمرك الله، فقال لها: يا سلفع، يا مهيع، يا قردع بل حكمت عليك بالحق الذي علمته، فلما سمعت منه الكلام ولت هاربة فلم ترد عليه جوابا "، فأتبعها عمرو بن حريث فقال لها: والله يا أمة الله لقد سمعت اليوم منك عجبا " وسمعت أمير المؤمنين قال لك قولا " فقمت من عنده هاربة مولية ما رددت عليه جوابا "، فقالت: يا عبد الله لقد أخبرني بأمر لم يطلع عليه أحد إلا الله وأنا، وما قمت من عنده إلا مخافة أن يخبرني بأعظم مما رماني به فصبري على واحدة كان أجمل من أن أصبر على واحدة بعد واحدة، قال لها عمرو: فأخبرني عافاك الله ما الذي قال لك؟ قالت: يا عبد الله إني لا أقول لك ذلك لأنه قال ما في وما أكره وبعد فإنه قبيح أن يعلم الرجال ما في النساء من العيوب، فقال لها: والله ما تعرفيني ولا أعرفك ولعلك لا تريني ولا أراك بعد يومي هذا، قال عمرو: فلما رأتني قد ألححت عليها قالت: أما قوله:
يا سلفع فوالله ما كذب علي إني لا أحيض من حيث تحيض النساء، وأما قوله: يا مهيع فإني والله صاحبة نساء وما أنا بصاحبة رجال، وأما قوله: يا قردع فإني المخربة بيت زوجي وما أبقي عليه، فقال لها: ويحك وما علمه بهذا؟ أتراه ساحرا " أو كاهنا " أو مخدوما "؟