ثم قام آخر فقال: يا أمير المؤمنين إني لأدين الله بولايتك وإني لأحبك في السر كما أحبك في العلانية، فقال له: صدقت طينتك من تلك الطينة وعلى ولايتنا أخذ ميثاقك و إن روحك من أرواح المؤمنين فاتخذ للفقر جلبابا " (1) فوالذي نفسي بيده لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: الفقر أسرع إلى محبينا من السيل من أعلى الوادي إلى أسفله (2) وعنه، عن الحسين بن سعيد، عن الحسين بن علوان الكلبي، عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال: كنت مع أمير المؤمنين عليه السلام فأتاه رجل فسلم عليه، ثم قال:
يا أمير المؤمنين إني والله لأحبك في الله، وأحبك في السر كما أحبك في العلانية، وأدين الله بولايتك في السر كما أدين بها في العلانية، وبيد أمير المؤمنين عود طأطأ " رأسه ثم نكت بالعود ساعة في الأرض، ثم رفع رأسه إليه فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله حدثني بألف حديث لكل حديث ألف باب وإن أرواح المؤمنين تلتقي في الهواء فتشم و تتعارف فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف وبحق الله لقد كذبت فما أعرف وجهك في الوجوه ولا اسمك في الأسماء، ثم دخل عليه رجل آخر فقال: يا أمير المؤمنين إني لأحبك في السر كما أحبك في العلانية قال: فنكت الثانية بعوده في الأرض ثم رفع رأسه فقال له: صدقت إن طينتنا طينة مخزونة أخذ الله ميثاقها من صلب آدم فلم يشذ منها شاذ ولا يدخل فيها داخل من غيرها، اذهب فاتخذ للفقر جلبابا " فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: يا علي بن أبي طالب والله للفقر أسرع إلى محبينا من السيل إلى بطن الوادي (3).