أما بعد، فإنك ممن أستظهر به على إقامة الدين، وأقمع به نخوة الأثيم، وأسد به 1 الثغر المخوف، وقد كنت وليت محمد بن أبي بكر مصر فخرجت عليه [بها] خوارج، وهو غلام حدث السن، ليس بذي تجربة للحروب ولا مجريا للأشياء 2، فاقدم علي لننظر فيما ينبغي، واستخلف على عملك أهل الثقة والنصيحة [من أصحابك] والسلام.
فأقبل مالك إلى علي عليه السلام واستخلف على عمله شبيب بن عامر الأزدي - وهو جد الكرماني الذي كان بخراسان صاحب نصر بن سيار 3 - فلما دخل مالك على علي عليه السلام حدثه حديث مصر وخبره خبر أهلها وقال: ليس لها غيرك فاخرج إليها رحمك الله