عن عباية 1.
أن عليا - عليه السلام - كتب إلى محمد بن أبي بكر وأهل مصر 2:
أما بعد فإني أوصيك 3 بتقوى الله في سر أمرك وعلانيته وعلى أي حال كنت عليها، واعلم أن الدنيا دار بلاء وفناء، والآخرة دار بقاء وجزاء، فإن استطعت أن تؤثر ما يبقى على ما يفنى فافعل، فإن الآخرة تبقى وإن الدنيا تفنى، رزقنا الله وإياك بصرا لما بصرنا وفهما لما فهمنا حتى لا نقصر عما 4 أمرنا [به] ولا نتعدى إلى ما نهانا عنه، [فإنه] لا بد لك من نصيبك من الدنيا وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج، فإن عرض لك أمران أحدهما للآخرة والآخر للدنيا فابدأ بأمر الآخرة، ولتعظم رغبتك في الخير ولتحسن فيه نيتك فإن الله عز وجل يعطي العبد على [قدر 5] نيته، وإذا أحب الخير وأهله ولم يعمله كان إن شاء الله كمن عمله، فإن رسول الله - صلى الله عليه وآله - قال حين