الصمت والاشتغال بما أمرني به من تجهيزه وتغسيله وتخيطه وتكفينه والصلاة عليه ووضعه في حفرته وجمع كتاب الله وعهده إلى خلقه لا يشغلني عن ذلك بادر دمعة ولا هايج زفرة ولا لاذع حرقة ولا جزيل مصيبة حتى أديت في ذلك الحق الواجب لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم علي وبلغت منه الذي أمرني به واحتملته صابرا محتسبا ثم التفت إلى أصحابه فقال أليس كذلك قالوا بلى يا أمير المؤمنين فقال عليه السلام وأما الثانية يا أخا اليهود فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمرني في حياته على جميع أمته وأخذ علي جميع من حضره منهم البيعة و السمع والطاعة لامري وأمرهم أن يبلغ الشاهد الغائب ذلك فكنت المودي إليهم عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمره إذا حضرته والأمير على من حضرني منهم إذا فارقته لا تختلج في نفسي منازعة أحد من الخلق لي في شئ من الامر في حياة النبي
(١٣١)