أنار الله السبل وأقام الميل وعبد الله في ارضه وتناهت إليه معرفة خلقه وقدس الله جل وتعالى بابلاغنا الألسن وابتهلت بدعوتنا الأذهان فتوفى الله محمدا صلى الله عليه وآله سعيدا شهيدا هاديا مهديا قائما بما استكفاه حافظا بما استرعاه تمم به الدين وأوضح به اليقين وأقرت العقول بدلالته وأبانت حجج أنبيائه واندمغ الباطل زاهقا ووضح العدل ناطقا وعطل مظان الشيطان وأوضح الحق والبرهان اللهم فاجعل فواضل صلواتك ونوامي بركاتك ورأفتك ورحمتك على محمد نبي الرحمة وعلى أهل بيته الطاهرين قوله خلقه الظاهران الضمير راجع إلى النبي صلى الله عليه وآله وقوله سبقت به السلالة لعل المراد ان السلالة انما سبقت خلقته لأجل ذلك النور وليكون محلا له والمراد بالسلالة آدم عليه السلام لأنه تعالى خلقه من سلالة من طين ويحتمل التصحيف في العبارة والجرم بالكسر الجسد بما أكننت أي بالذي سترته قوله قدرة ان لم يكن تصحيفا فهو حال عن ضمير اجرامه ويرد أو يارد أو برد بالباء أو مارد أو أدد أو اياد كما ورد كلها في الاخبار وكتب الأنساب الخامس من الاباء وقوله أول من جعلت يدل على أن من بينه وبين آدم لم يكونوا رسلا ولا ينافي كونهم أنبياء قوله ولم تؤمر الأوهام على بناء التفعيل بصيغة المجهول أي لم تجعل الأوهام أمير أعلى أمر معرفته أو بالتخفيف بتضمين أو يكون على بمعنى الباء أي لم يأمر الله الأوهام بمعرفته وفى بعض النسخ لم يعثر أي لم يطلع كما في موضع آخر من العثور بمعنى الاطلاع وخلقه خبر كل المفضيين أي قبل ذلك
(٢١٤)