قيل يا أمير المؤمنين: كيف العيش في ذلك الزمان؟ قال خالطوهم بالبرانية - يعنى في الظاهر - وخالفوهم في الباطن للمرء ما اكتسب، وهو مع من أحب، وانتظروا مع ذلك الفرج من الله تعالى.
قال الصادق عليه السلام: العلم خزائن، والمفاتيح السؤال، فاسألوا يرحمكم الله فإنه يؤجر أربعة: السائل، والمتكلم، والمستمع، والمحب لهم.
قال أبو عبد الله عليه السلام: ان من العلماء من يحب ان يخزن علمه، فلا يؤخذ عنه فذاك في الدرك الأول من النار، ومن العلماء من إذا وعظ انف، وإذا وعظ عنف فذاك في الدرك الثاني من النار، ومن العلماء من يرى أن يضع العلم عند ذوي الثروة ولا يرى له في المسكين وضعا، وذاك في الدرك الثالث من النار، ومن العلماء من يذهب في علمه مذهب الجبابرة والسلاطين فان رد عليه شئ من قوله أو قصر في شئ من امره غضب فذاك في الدرك الرابع من النار، ومن العلماء من يطلب أحاديث اليهود والنصارى ليعز به علمه ويكثر به حديثه، فذاك في الدرك الخامس من النار، ومن العلماء من يضع نفسه للفتيا ويقول سلوني ولعله لا يصيب حرفا، والله لا يحب المتكلفين فذاك في الدرك السادس من النار، ومن العلماء من يتخذ علمه (1) مروة ونبلا فذاك في الدرك السابع من النار.
قال أبو جعفر " عليه السلام " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم يعبد الله بشئ أفضل من العقل ولا يكون المؤمن عاقلا حتى تجتمع فيه عشر خصال من العلم: الخير منه مأمول والشر منه مأمون يستكثر قليل الخير من غيره، ويستقل كثير الخير من نفسه، ولا يسأم من طلب العلم طول عمره، ولا يتبرم بطلب الحوائج قباله الذل أحب إليه من العز، والفقر أحب إليه من الغنى نصيبه من الدنيا القوت، والعاشرة وما العاشرة لا يرى أحدا إلا قال: هو خير منى، واتقى الناس رجلان: فرجل هو خير منه واتقى، وآخر هو شر منه وأدنى فإذا رأى من هو خير منه واتقى تواضع له ليلحق به. فإذا لقي الذي هو شر منه وأدنى قال عسى خيرا هذا باطن وشر ظاهر، وعسى ان يختم له بخير فإذا فعل ذلك فقد علا مجده وساد أهل زمانه.
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من حفظ عنى من أمتي أربعين حديثا من السنة كنت له شفيعا يوم القيامة.