لملائكته: اكتبوا لعبدي هذا من الحسنات عدد ما انبت في النيل من حبه وورقه وشجره وعدد كل قصبة وخوط ومرعى، ومن صلى تسع ليله أعطاه الله عشر دعوات مستجابات وأعطاه كتابه بيمينه يوم القيامة، ومن صلى ثمن ليله أعطاه الله اجر شهيد صابر صادق النية وشفع في أهل بيته، ومن صلى سبع ليله خرج من قبره يوم يبعث ووجهه كالقمر ليلة البدر حتى يمر على الصراط مع الآمنين، ومن صلى سدس ليله كتب من الأوابين وغفر له ما تقدم من ذنبه، ومن صلى خمس ليله زاحم إبراهيم الخليل في قبته، ومن صلى ربع ليله كان في أول الفائزين حتى يمر على الصراط كالريح العاصف ويدخل الجنة بغير حساب، ومن صلى ثلث ليله لم يبق ملك إلا غبطه بمنزلته من الله تعالى، وقيل له: ادخل من أي أبواب الجنة الثمانية شئت، ومن صلى نصف ليله فلو أعطى ملا الأرض ذهبا سبعين الف مرة لم يعدل جزائه وكان له ذلك أفضل من سبعين رقبة يعتقها من ولد إسماعيل ومن صلى ثلثي ليله كان له من الحساب قدر رمل عالج أدناها حسنة أثقل من جبل أحد عشر مرات، ومن صلى ليلة تامة تاليا لكتاب الله تعالى راكعا ساجدا وذاكرا أعطى من الثواب ما أدناه يخرج من الذنوب كما ولدته أمه، ويكتب له عدد ما خلق الله تعالى من الحسنات ومثلها درجات والنور في قبره، وينزع الاثم والحسد من قلبه ويجار من عذاب القبر ويعطى براءة من النار ويبعث مع الآمنين ويقول الرب تبارك وتعالى للملائكة: ملائكتي انظروا إلى عبدي أحيى ليلته ابتغاء مرضاتي اسكنوه الفردوس، وله فيها مئة الف مدينة جميع ما تشتهى الأنفس وتلذ الأعين، وما لا يخطر على بال سوى ما أعددت له من الكرامة والمزيد والقربة.
وقال الرضا " عليه السلام ": عليكم بصلاة الليل فما من عبد مؤمن يقوم آخر الليل فيصلى ثمان ركعات وركعتي الشفع وركعة الوتر، واستغفر الله في قنوته سبعين مرة إلا أجير من عذاب القبر ومن عذاب النار، ومد له في عمره ووسع عليه في معيشته ثم قال عليه السلام ان البيوت التي يصلى فيها بالليل يزهر نورها لأهل السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا قام العبد من لذيذ مضجعه والنعاس في عينيه ليرضى ربه تعالى بصلاة ليله باهى الله تعالى به الملائكة، وقال اما ترون عبدي هذا قد قام من لذيذ مضجعه لصلاة لم افترضها عليه اشهدوا عنى غفرت له.