توبته عليه السلام إلى الله تعالى على سبيل الانقطاع إليه لا على سبيل تكفير الذنوب فافترض الله عز وجل هذه الثلاث ركعات عل أمتي وهي الساعة التي يستجاب فيها الدعاء فوعدني باستجابة لمن دعاه فيها، وهذه الصلاة التي أمرني بها ربى، فقال: سبحان الله حين تمسون وحين تصبحون.
واما صلاة العشاء الآخرة فان للقبر ظلمة وليوم القيامة ظلمة أمرني الله وأمتي بهذه الصلاة في ذلك الوقت لينور لهم القبور وليعطوا النور على الصراط وما من قدم مشت إلى صلاة العتمة إلا حرم الله جسدها على النار، وهي الصلاة التي اختارها الله للمرسلين قبلي.
وأما صلاة الفجر فان الشمس إذا طلعت تطلع على قرني الشيطان فأمرني الله عز وجل أن أصلي الفجر قبل طلوع الشمس وقبل ان يسجد لها الكافر فيسجد أمتي لله وسرعتها أحب إلى الله تعالى وهي الصلاة التي تشهدها ملائكة الليل وملائكة النهار.
قال موسى " عليه السلام ": إلهي فما جزاء من قام بين يديك مصليا؟ قال: يا موسى أباهي به ملائكتي راكعا وساجدا وقائما وقاعدا ومن باهيت به ملائكتي لم أعذبه.
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): رأيت في المنام رجلا من أمتي قد احتوشته ملائكة العذاب فجاءته صلاته تمنعه منهم.
قال أبو عبد الله " عليه السلام ": الشتاء ربيع المؤمن يطول فيه ليله فيستعين به على قيامه ويقصر فيه نهاره فيستعين به على صيامه.
وقال أيضا " عليه السلام ": إذا صليت صلاة فريضة فصلها لوقتها صلاة مودع تخاف ألا تعود إليها أبدا ثم اصرف ببصرك إلى موضع سجودك فلو تعلم من عن يمينك وشمالك لأحسنت صلاتك واعلم انك بين يدي من يراك ولا تراه.
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): تنفلوا في ساعات الغفلة ولو بركعتين خفيفتين فإنهما تورثان دار الكرامة قيل: يا رسول الله وما ساعة الغفلة؟ قال: بين المغرب والعشاء الآخرة.
وقال الصادق " عليه السلام ": من صلى المغرب، ثم عقب ولم يتكلم حتى يصلى ركعتين كتبتا له في عليين فان صلى أربعا كتبت له حجة مبرورة.