فيها انى أنا الله لا إله إلا غيري ولا رب سواي عبيدي وإمائي في بيوتكم تطهرتم لي والى بيوتي مشيتم وفى ذكرى خضتم وحقي عرفتم وفرائضي أديتم أشهد يا سخائيل وسائر ملائكتي انى قد رضيت عنهم، قال: فينادى سخائيل بثلاثة أصوات كل ليلة بعد صلاة العشاء الآخرة يا ملائكتي الله ان الله تعالى قد غفر للمصلين الموحدين فلا يبقى ملك في السماوات إلا استغفر للمصلين ودعا لهم بالمداومة على ذلك فمن رزق صلاة الليل من عبد أو أمة وأقام لله عز وجل مخلصا فتوضأ وضوء سابغا وصلى لله تعالى بنية صادقة وقلب سليم وبدن خاشع وعين دامعة جعل الله تعالى خلفه تسعة صفوف من الملائكة من كل صف ما لا يحصى عددهم إلا الله تعالى آخر طرفي كل صف بالمشرق وآخر بالمغرب قال فإذا فرغ كتب الله له بعددهم درجات.
قال منصور: كان الربيع بن بدر إذا حدث بهذا الحديث يقول أين أنت يا غافل عن هذه الكرامة أين أنت عن قيام هذا الليل وعن جزيل هذا الثواب وعن هذه الكرامة.
وقال النبي (صلى الله عليه وآله) ان الشمس إذا طلعت عند الزوال لها حلقة تدخل فيها فإذا دخلت فيها زالت الشمس فيسبح كل شئ دون العرش لوجه ربى وهي الساعة التي يصلى علي فيها ربى ففرض الله عز وجل على أمتي فيها الصلاة.
وقال: أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل، وهي الساعة التي يؤتى فيها بجهنم يوم القيامة فما من مؤمن يوفق تلك الساعة أن يكون ساجدا أو راكعا أو قائما إلا حرم الله جسده على النار.
واما صلاة العصر وهي الساعة التي اكل فيها آدم من الشجرة وأخرجه الله من الجنة.
قال ابن الفارسي: قلت على طريق المصلحة لا على سبيل الاستخفاف والمعاقبة فأمر ذريته بهذه الصلاة إلى يوم القيامة واختارها لامتي فهي من أحب الصلاة إلى الله تعالى وأوصاني ان احفظها من بين الصلوات.
واما صلاة المغرب فهي الساعة التي بات الله على آدم وكان بين ما اكل من الشجرة وبين ما تاب عليه ثلاثمائة سنة من أيام الدنيا وفى أيام الآخرة يوم كألف سنة من وقت العصر إلى العشاء فصلى آدم ثلاث ركعات ركعة لخطيئته وركعة لخطيئة حواء وركعة لتوبته.
قال ابن الفارسي: قلت وترك الامر المندوب إليه يسمى خطيئة كما يسمى معصية وإنما فعل آدم " عليه السلام " الثلاث ركعات ليستدرك ثواب أمر المندوب إليه الذي فاته وإنما كان