وانك أول داخل الجنة من أمتي، وان شيعتك على منابر من نور مبيضة وجوههم حولي اشفع لهم، ويكونوا غدا في الجنة جيراني، وان حربك حربي وسلمك سلمى، وان سرك سرى وعلانيتك علانيتي، وان سريرة صدرك كسريرتي، وان ولدك ولدى وانك تنجز عداتي، وان الحق معك وعلى لسانك وقلبك، وبين عينيك الايمان مخالط بلحمك ودمك كما خالط بلحمي ودمى، وإنه لن يرد على الحوض مبغض لك ولن يغيب عنه محب لك حتى يرد على الحوض معك. قال: فخر علي ساجدا. ثم قال: الحمد لله الذي أنعم علي بالاسلام، وعلمني القرآن وحببني إلى خير البرية خاتم النبيين، وسيد المرسلين إحسانا منه وفضلا علي. قال: فقال النبي (صلى الله عليه وآله) لولا أنت لم يعرف المؤمنون بعدي.
قال أبو سعيد الخدري: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا سألتم الله عز وجل فاسألوه لي الوسيلة. فسألت النبي (صلى الله عليه وآله) عن الوسيلة فقال: هي درجتي في الجنة، وهي الف مرقاة ما بين المرقاة إلى المرقاة حضر الفرس الجواد شهرا، وهي ما بين مرقاة جوهر إلى مرقاة زبرجد، ومرقاة ياقوت إلى مرقاة ذهب إلى مرقاة فضة، فيؤتى بها يوم القيامة حتى تنصب مع درجة النبيين، فهي درجة النبيين كالقمر بين الكواكب فلا يبقى يومئذ نبي ولا شهيد، ولا صديق إلا قال: طوبى لمن كان هذه الدرجة درجته. فيأتي النداء من قبل الله عز وجل يسمع النبيين، وجميع الخلق: هذه درجة محمد، وأقبل أنا يومئذ متزر بريطة من نور على تاج الملك، وإكليل الكرامة، وعلي بن أبي طالب أمامي وبيده لوائي وهو لواء الحمد. مكتوب عليه: (لا إله إلا الله المفلحون هم الفائزون بالله) وإذا مررنا بالنبيين قالوا: هذان ملكان مقربان لم نعرفهما ولم نرهما، وإذا مررنا بالملائكة. قالوا: هذان نبيان مرسلان، حتى أعلو الدرجة وعلي يتبعني حتى إذا صرت في أعلى درجة منها وعلي أسفل منى بدرجة. فلا يبقى يومئذ نبي، ولا صديق ولا شهيد إلا قال: طوبى لهذين العبدين ما أكرمهما على الله، فيأتي النداء من قبل الله جلا جلاله يسمع النبيين والصديقين والشهداء والمؤمنين: هذا حبيبي محمد وهذا وليي علي طوبى لمن أحبه، وويل لمن أبغضه وكذب عليه، ثم قال النبي (صلى الله عليه وآله): فلا يبقى يومئذ أحد أحبك يا علي إلا استروح إلى هذا الكلام، وابيض وجهه وفرح قلبه، ولا يبقى أحد ممن عاداك أو نصب لك حربا أو جحد لك حقا إلا اسود وجهه، واضطربت قدماه فبينما انا كذلك إذا ملكان قد أقبلا إلي. أما أحدهما فرضوان خازن الجنة، واما الآخر فمالك