وهو الصديق الأكبر، وهو الفاروق الذي يفرق بين الحق والباطل.
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): رأيت ليلة أسرى بي مكتوبا على قائمة من قوائم العرش انا الله لا إله إلا أنا وحدي، خلقت جنة عدن بيدي محمد صفوتي من خلقي أيدته بعلي ونصرته بعلي.
وقال أمير المؤمنين " عليه السلام ": دعاني رسول الله (صلى الله عليه وآله) فوجهني إلى اليمن لأصلح بينهم فقلت يا رسول الله انهم قوم كثيرون ولهم سن وانا شاب حدث فقال: يا علي إذا صرت بأعلا عقبة أفيق فناد بأعلا صوتك: يا شجر يا مدر يا ثرى محمد رسول الله يقرئكم السلام قال فذهبت فلما صرت بأعلا العقبة أشرفت على اليمن فإذا هم بأسرهم مقبلون نحوي مشرعون رماحهم مصوبون أسنتهم متنكبون قسيهم شاهرون سلاحهم. فناديت بأعلا صوتي.
يا شجر يا مدر يا ثرى محمد رسول الله يقرئكم السلام، قال فلم تبق شجرة، ولا مدرة ولا ثرى إلا ارتج بصوت واحد وعلى محمد رسول الله وعليك السلام. فاضطربت قوائم القوم وارتعدت ركبهم، ووقع السلاح من أيديهم، وأقبلوا إلي مسرعين فأصلحت بينهم وانصرفت.
وقال أبو زيد النحوي: سألت الخليل بن أحمد العروضي، فقلت لم هجر الناس عليا عليه السلام وقرباه من رسول الله (صلى الله عليه وآله) قرباه، وموضعه من المسلمين موضعه وغناؤه في الاسلام غناؤه. فقال: بهر والله نوره أنوارهم، وغلبهم على صفو كل منهل والناس إلى اشكالهم أميل، اما سمعت الأول حيث يقول:
وكل شكل لشكله ألف * أما ترى الفيل يألف الفيلا قال: وأنشد الرياشي في معناه عن العباس بن الأحنف:
وقائل كيف تهجرنا * فقلت قولا فيه انصاف لم يك من شكلي فهاجرته * والناس اشكال وآلاف قال أمير المؤمنين " عليه السلام " ما نزل من القرآن آية إلا وقد علمت أين نزلت وفيمن نزلت، وفى أي شئ نزلت في سهل نزلت أم في جبل قيل: فما نزل فيك؟ فقال: لولا انكم سألتموني لما أخبرتكم. نزلت في الآية: (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) فرسول الله (صلى الله عليه وآله) المنذر، وأنا الهادي إلى ما جاء به.
وقال أبو جعفر الباقر " عليه السلام " والله إن كان علي ليأكل أكل العبد، ويجلس جلسة