في اليم فبقيت حيرانة حتى كلمها موسى، وقال لها: يا أم اقذفيني في التابوت، وألقى التابوت في اليم، فقالت وهي ذعرة من كلامه: يا بنى انى أخاف عليك من الغرق؟ فقال لها لا تحزني إن الله رادني إليك فبقيت حيرانة حتى كلمها موسى، وقال لها يا أم اقذفيني في التابوت وألقى التابوت في اليم ففعلت ما أمرت به، فبقي في التابوت واليم إلى أن قذفه في الساحل ورده إلى أمه برمته لا يطعم طعاما ولا يشرب شرابا معصوما.
(وروى) ان المدة كانت: سبعين يوما (وروى) سبعة أشهر.
وقال الله تعالى في حال طفوليته (ولتصنع على عيني إذ تمشى أختك، فتقول هل أدلكم على من يكفله، فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها ولا تحزن) الآية: وهذا عيسى بن مريم " عليه السلام " قال الله عز وجل فيه: (فناداها من تحته ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا - إلى قوله: إنسيا) فكلم أمه وقت مولده وقال حين أشارت إليه (فقالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا. قال: انى عبد الله آتاني الكتاب) إلى آخر الآية فتكلم " عليه السلام " في وقت ولادته، وأعطى كتاب النبوة وأوصى بالصلاة والزكاة في ثلاثة أيام من مولده، وكلمهم في اليوم الثاني من مولده، وقد علمتم جميعا ان الله عز وجل خلقني وعليا نورا واحدا، وإنا كنا في صلب آدم نسبح الله تعالى ثم نقلنا إلى أصلاب الرجال وأرحام النساء يسمع تسبيحنا في الظهور والبطون في كل عهد وعصر إلى عبد المطلب وان نورنا كان يظهر في وجوه آبائنا، وأمهاتنا حتى تبين أسماؤنا مخطوطة بالنور على جباههم، ثم افترق نورنا فصار نصفه في عبد الله، ونصفه في أبى طالب عمى، وكان يسمع تسبيحنا من ظهورهما، وكان أبى وعمى إذا جلسا في ملا من قريش وقد تبين نوري من صلب أبى، ونور علي من صلب أبيه إلى أن خرجنا من أصلاب أبوينا وبطون أمهاتنا، ولقد هبط حبيبي جبرئيل في وقت ولادة علي فقال لي: يا حبيب الله. الله يقرأ عليك السلام ويهنيك بولادة أخيك علي ويقول: هذا أوان ظهور نبوتك واعلان وحيك وكشف رسالتك، إذ أيدتك بأخيك ووزيرك وصنوك وخليفتك ومن شددت به أزرك وأعليت به ذكرك فقمت مبادرا وجدت فاطمة بنت أسد أم علي وقد جاءها المخاض وهو بين النساء والقوابل حولها، وقال حبيبي جبرئيل يا محمد أسجف بينها وبينك سجفا فإذا وضعت بعلي فتلقاه، ففعلت ما أمرت به ثم قال لي: أمدد يدك يا محمد فإنه صاحبك اليمين، فمددت يدي نحو أمه فإذا بعلي مائلا على يدي واضعا يده