وإذا رأيت الألوية والرايات فاذكر ألوية القيامة لكل قوم لواء، وإذا قمت إلى الصلاة واصطف الناس فاذكر يوم العرض. قال الله تعالى في سورة الكهف: (وعرضوا على ربك صفا) وإذا صعد الامام المنبر وخطب، والناس سكوت منصتون فاذكر يوم يتقدم محمد للشفاعة والخلق حيارى سكوت، وإذا أخذ في الخطبة بالوعد والوعيد والترغيب والترهيب فاذكر يوم ينادى المنادى سعد فلان وشقي فلان، وإذا رأيت الناس منصرفين طرقهم مختلفة ومنازلهم مختلفة، وأطعمتهم مختلفة فاذكر قوله تعالى في سورة الروم: ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون الآيات فريق في الجنة وفريق في السعير.
وقوله تعالى: (يومئذ يصدر الناس اشتاتا ليروا أعمالهم) إذا ورأيت السؤال في الطريق قد مدوا أيديهم والغبار على وجوههم، واثر الضر والمسكنة ظاهر عليهم فاذكر قوله تعالى في سورة الروم: (ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون) فهذه مقابلة أحوال العيد بأحوال القيامة، وفيها عبرة لمن اعتبر وعظة لمن تذكر.
وقال الصادق " عليه السلام ": خطب أمير المؤمنين بالناس يوم الفطر، فقال: أيها الناس ان يومكم هذا يوم يثاب فيه المحسنون ويخسر فيه المسيئون وهو أشبه يوم بيوم قيامتكم فاذكروا بخروجكم من منازلكم إلى مصلاكم خروجكم من الأجداث إلى ربكم واذكروا وقوفكم في مصلاكم ووقوفكم بين يدي ربكم واذكروا رجوعكم إلى منازلكم في الجنة أو النار واعلموا عباد الله ان أدنى ما للصائمين والصائمات ان يناديهم ملك في آخر يوم من شهر رمضان أبشروا عباد الله فقد غفر لكم ما سلف من ذنوبكم فانظروا كيف تكونون فيما تستأنفون.
قال أمير المؤمنين " عليه السلام ": في بعض الأعياد: إنما هو عيد لمن قبل الله صيامه وشكر قيامه وكل يوم لا يعصى الله فيه فهو يوم عيد.
قال محمد بن علي عليهما السلام: ما من عمل أفضل يوم النحر من دم مسفوك أو مشى في بر الوالدين أو ذي رحم قاطع يأخذ عليه بالفضل، ويبدأه بالسلام أو رجل أطعم من صالح نسكه، ودعا إلى بقيتها جيرانه من اليتامى والمساكين والمملوك وتعاهد الاسراء قال الصادق " عليه السلام ": من ختم صيامه بقول صالح أو عمل صالح يقبل الله منه صيامه فقيل له: يا بن رسول الله ما القول الصالح؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله والعمل الصالح اخراج الفطرة.