قال الباقر " عليه السلام ": صلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم بأصحابه صلاة الفجر ثم جلس معهم يحدثهم حتى طلعت الشمس فجعل الرجل يقوم بعد الرجل حتى لم يبق معه إلا رجلان أنصاري وثقفي، فقال لهما رسول الله: قد علمت أن لكما حاجة تريدان ان تسألاني عنها فان شئتما أخبرتكما بحاجتكما قبل أن تسألاني، وان شئتما تسألاني قالا: بل تخبرنا أنت يا رسول الله فان ذلك أجلى للعمى وأبعد من الارتياب وأثبت للايمان، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله.
أما أنت يا أخا الأنصار فإنك من قوم يؤثرون على أنفسهم. وأنت قروي وهذا الثقفي بدوي أفتؤثره بالمسألة؟ فقال نعم، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اما أنت يا أخا ثقيف فإنك جئت تسألني عن وضوئك وصلاتك وما لك فيهما من الثواب فاعلم انك إذا ضربت يدك في الماء وقلت: بسم الله الرحمن الرحيم تناثرت الذنوب التي اكتسبتها يداك فإذا غسلت وجهك تناثرت الذنوب التي اكتسبتها عيناك بنظرهما وفوك بلفظه فإذا غسلت ذراعيك تناثرت الذنوب عن يمينك وشمالك فإذا مسحت رأسك وقدميك تناثرت الذنوب التي مشيت إليها على قدميك فهذا لك في وضوئك وباقي الخبر نذكره في باب الصلاة إن شاء الله تعالى.
قال أبو عبد الله الصادق " عليه السلام ": بينا أمير المؤمنين " عليه السلام " ذات يوم جالس مع ابن الحنفية إذ قال: يا محمد ائتني باناء من ماء أتوضأ للصلاة فأتاه محمد بالماء فأكفى بيده اليمنى على يده اليسرى ثم قال: بسم الله وبالله والحمد لله الذي جعل الماء طهورا ولم يجعله نجسا قال: ثم استنجى، فقال: اللهم حصن فرجى واعفه واستر عورتي وحرمني على النار قال: ثم تمضمض وقال: اللهم لقني حجتي حتى يوم ألقاك، وأطلق لساني بذكرك ثم استنشق فقال: اللهم لا تحرم علي ريح الجنة واجعلني ممن يشم ريحها وروحها وطيبها قال ثم غسل وجهه فقال: اللهم بيض وجهي يوم تسود الوجوه، ولا تسود وجهي يوم تبيض الوجوه ثم غسل يده اليمنى، فقال: اللهم أعطني كتابي بيميني، والخلد في الجنان بيساري وحاسبني حسابا يسيرا، ثم غسل يده اليسرى فقال: اللهم لا تعطني كتابي بشمالي ولا تجعلها مغلولة إلى عنقي وأعوذ بك من مقطعات النيران، ثم مسح رأسه فقال اللهم غشني برحمتك وبركاتك وعفوك، ثم مسح قدميه فقال اللهم ثبت قدمي على الصراط يوم تزل فيه الاقدام واجعل سعيي فيما يرضيك عنى ثم رفع رأسه فنظر إلى محمد فقال