قال أبو عبد الله " عليه السلام ": ان أبى استودعني ما هناك فلما حضرته الوفاة قال: ادع لي شهودا فدعوت أربعة من قريش منهم نافع مولى عبد الله بن عمر قال: كتب هذا ما أوصى به يعقوب بنيه يا بنى ان الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون وأوصى محمد بن علي إلى ابنه جعفر بن محمد وأمره ان يكفنه في برده الذي كان يصلى فيه الجمعة وان يرفع قبره أربع أصابع وان يحل عنه أطماره عند دفنه ثم قال للشهود: انصرفوا رحمكم الله فقلت له: يا أبة ما كان في هذا بان يشهد عليه؟ قال: يا بنى كرهت ان تغلب وان يقال لم يوص إليه فأردت أن تكون لك الحجة.
وقال زيد بن علي عليهما السلام: في كل زمان رجل منا أهل البيت يحتج به الله على خلقه، وحجة زماننا ابن أخي جعفر بن محمد عليهما السلام لا يضل من تبعه ولا يهتدى من خالفه.
قال حسان بن سدير: رأيت في المنام كأني دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبين يديه طبق عليه منديل قد غطى به، وكشف المنديل عن الطبق فإذا فيه رطب فجعل يأكل منه فقلت له: أطعمني يا رسول الله فناولني رطبة فأكلتها ثم قلت أطعمني يا رسول الله فناولني رطبة فأكلتها ثم قلت أطعمني يا رسول الله فناولني رطبة فأكلتها حتى ناولني ثمانية رطبات فقلت: زدني يا رسول الله قال: حسبك فانتهيت. فلما كان من الغد دخلت على مولاي جعفر بن محمد الصادق " عليه السلام " وبين يديه طبق قد غطى بالمنديل كأنه الذي رأيته في المنام فكشف المنديل عنه فإذا عليه رطب، فجعل يأكل منه فقلت: أطعمني يا بن رسول الله فناولني رطبة فأكلتها حتى ناولني ثمانية فقلت له: زدني يا بن رسول الله فقال لو زاد جدي لزدناك ولكن حسبك.
(وروى) ان المنصور أمر الربيع باحضار أبى عبد الله " عليه السلام " فأحضره فلما بصر به المنصور قال له قتلني الله إن لم أقتلك أتلحد في سلطاني وتبغيني الغوايل؟ فقال له أبو عبد الله " عليه السلام ": والله ما فعلت ولا أردت فإن كان بلغك فمن كاذب ولو كنت فعلت فقد ظلم يوسف فغفر، وابتلى أيوب فصبر، وأعطى سليمان فشكر فهؤلاء أنبياء الله واليهم يرجع نسبك فقال له المنصور: أجل ارتفع هنا فارتفع قال: إن فلان بن فلان أخبرني عنك بما ذكرت فقال له: أحضره يا أمير المؤمنين ليوافقني على ذلك فأحضر الرجل المذكور فقال له المنصور: أنت سمعت ما حكيت عن جعفر؟ قال: نعم فقال له