أم هاني وأسماء. ورملة وزينب بنت عقيل بن أبي طالب تبكي قتلاها بالطف وهي تقول ماذا تقولون إذ قال النبي لكم * ماذا فعلتم وأنتم آخر الأمم بعترتي وبأهلي بعد مفتقدي * منهم أسارى ومنهم ضرجوا بدم ما كان هذا جزاي إذ نصحت لكم * ان تخلفوني بسوء في ذوي رحم وسمع أهل المدينة في جوف الليل مناديا ينادى يسمعون صوته، ولا يرون شخصه:
أيها القاتلون ظلما حسينا * أبشروا بالعذاب والتنكيل كل أهل السماء يدعو عليكم * من نبي وملك وقبيل لقد لعنتم على لسان ابن داود * وموسى وعيسى وصاحب الإنجيل قالت أم سلمة رضي الله عنها: خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) من عندنا ذات ليلة فغاب عنا طويلا ثم جاءنا، وهو أشعث اغبر ويده مضمومة، فقلت له: يا رسول الله ما لي أراك أشعثا مغبرا؟ فقال: أسرى بي في هذا الوقت إلى موضع من العراق، يقال له كربلا فرأيت فيه مصرع الحسين وأهلي، وجماعة من ولدى وأهل بيتي فلم أزل القط دمائهم فها هي في يدي وبسطها إلي، وقال لي: خذيه واحتفظي به فأخذته فإذا هو شبه تراب احمر فوضعته في قارورة وشددت رأسها واحتفظت بها، فلما خرج الحسين " عليه السلام " من مكة متوجها نحو العراق وكنت اخرج القارورة في كل يوم وليلة فأشمها وانظر إليها ثم اذكر بمصابه، فلما كان يوم العاشر من المحرم أخرجتها في أول النهار وهي بحالها ثم عدت إليها آخر النهار فإذا هو دم عبيط فصحت في بيتي وبكيت وكظمت غيظي مخافة ان يسمع أعدائهم بالمدينة فيسروا بالشماتة فلم أزل حافظة للوقت واليوم حتى جاء الناعي بنعيه فحقق ما رأيت.
قال أبو عبد الله " عليه السلام ": لما ضرب الحسين بن علي عليهما السلام بالسيف ثم ابتدر ليقطع رأسه نادى منادى من قبل الله رب العزة تبارك وتعالى من بطنان العرش فقال ألا أيتها الأمة المتحيرة الظالمة الضالة بعد نبيها لا وفقكم الله لا ضحى ولا فطر ثم قال أبو عبد الله " عليه السلام ": لا جرم والله ما وفقوا ولا يوفقون أبدا حتى يقوم ثائر الحسين " عليه السلام " قال شيخ من أشياخ بنى سليم: غزونا بلاد الروم فدخلنا كنيسة من كنائسهم فوجدنا مكتوبا:
أترجو أمة قتلت حسينا * شفاعة جده يوم الحساب