وقال أبو سعيد الخدري: أتت فاطمة صلوات الله عليها النبي (صلى الله عليه وآله) فذكرت عنده ضعف الحال، فقال لها: أما تدرين ما منزلة علي عندي؟ كفاني امرى وهو ابن اثنتي عشرة سنة، وضرب بين يدي بالسيف وهو ابن ستة عشرة سنة، وقتل الابطال وهو ابن تسع عشرة سنة، وفرج همومي وهو ابن عشرين سنة، ورفع باب خيبر وهو ابن اثنتي وعشرين سنة وكان لا يرفعه خمسون رجلا، قال: فأشرق لون فاطمة عليها السلام ولم تقو قدماها حتى أتت عليا " عليه السلام " فأخبرته فقال: كيف لو حدثك بفضل الله علي.
(وروى) انه ذكر علي " عليه السلام " عند ابن عباس بعد وفاته فقال: وا أسفاه على أبي الحسن مضى والله ما غير ولا بدل ولا قصر، ولا جمع ولا منع ولا آثر إلا الله والله لقد كانت الدنيا أهون عليه من شسع نعله. ليث في الوغا، بحر في المجالس، حكيم في الحكماء.. هيهات قد مضى إلى الدرجات العلا.
وقال الحسن بن يحيى الدهان: كنت ببغداد عند قاضي بغداد واسمه سماعة إذ دخل رجل من كبار أهل بغداد فقال له أصلح الله القاضي فانى حججت في السنين الماضية فمررت بالكوفة فدخلت في مرجعي إلى مسجدها فبينا أنا واقف في المسجد أريد الصلاة إذ أمامي امرأة اعرابية بدوية مرخية الذوائب عليها شملة وهي تنادي وتقول: يا مشهورا في السماوات ويا مشهورا في الأرضين ويا مشهورا في الآخرة ويا مشهورا في الدنيا، جهدت الجبابرة والملوك على إطفاء نورك واخماد ذكرك فأبى الله لذكرك إلا علوا ولنورك إلا ضياء وتماما ولو كره المشركون. فقلت: يا أمة الله، ومن هذا الذي تصفينه بهذه الصفة؟ قالت: ذاك أمير المؤمنين قال: فقلت لها أي أمير المؤمنين هو؟ قالت: علي ابن أبي طالب الذي لا يجوز التوحيد إلا به وبولايته، قال فالتفت إليها فلم أر أحدا.
وقال الأعمش: بعث إلى أبو جعفر الدوانيقي في جوف الليل ان أجب قال: فقمت متفكرا فيما بيني وبين نفسي وقلت: ما بعث إلي أمير المؤمنين هذه الساعة إلا ليسألني عن فضائل أمير المؤمنين علي " عليه السلام " ان أخبرته قتلني، قال: فكتبت وصيتي ولبست كفني ودخلت عليه فقال ادن فدنوت وعنده عمرو بن عبيد، فلما رأيته طابت نفسي شيئا ثم قال: ادن فدنوت حتى كادت تمس ركبتي ركبتيه. قال فوجد منى رائحة الحنوط فقال: والله لتصدقني أو لأصلبنك قلت: ما حاجتك يا أمير المؤمنين؟ قال: ما شأنك متحنطا؟ قلت: أتاني رسولك في جوف الليل ان أجب. فقلت: عسى أن يكون