وتجري فيه وهي باردة فإذا حلت به الحرارة أشر وبطر وارتاح وقتل وسرق وبهج واستبشر وفجر وزنا واهتز وبذخ، وإذا كانت باردة اهتم وحزن واستكان وذبل ونسي وأيس، فهي العوارض التي يكون منها الأسقام فإنه سبيلها ولا يكون أول ذلك إلا لخطيئة عملها فيوافق ذلك مأكل أو مشرب في أحد ساعات لا تكون تلك الساعة موافقة لذلك المأكل والمشرب بحال الخطيئة فيستوجب الألم من ألوان الأسقام. وقال جوارح الانسان وعروقه وأعضائه جنود لله مجندة عليه فإذا أراد الله به سقما سلطها عليه فأسقمه من حيث يريد به ذلك السقم.
7 - حدثنا محمد بن موسى البرقي قال: حدثنا علي بن محمد ماجيلويه، عن أحمد ابن أبي عبد الله، عن أبيه، عن محمد بن سنان باسناده يرفعه إلى أمير المؤمنين " ع " أنه قال: أعجب ما في الانسان قلبه وله موارد من الحكمة وأضداد من خلافها فان سنح له الرجاء أذله الطمع وان هاج به الطمع أهلكه الحرص وان ملكه الياس قتله الأسف وان عرض له الغضب اشتد به الغيظ وان سعد بالرضا نسي التحفظ وان ناله الخوف شغله الحذر وان اتسع له الامن استلبته الغفلة وان حدثت له النعمة أخذته العزة وان أصابته مصيبة فضحه الجزع وان استفاد مالا أطغاه الغنى وان عضته فاقة شغله البلاء وان جهده الجوع قعد به الضعف وان أفرط في الشبع كظته البطنة فكل تقصير به مضر وكل افراط به مفسد.
8 - وبهذا الاسناد عن محمد بن سنان عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول لرجل: إعلم يا فلان ان منزلة القلب من الجسد بمنزلة الامام من الناس الواجب الطاعة عليهم، الا ترى ان جميع جوارح الجسد شرط للقلب وتراجمة له مؤدية عنه الأذنان والعينان والأنف والفم واليدان والرجلان والفرج فان القلب إذا هم بالنظر فتح الرجل عينيه، وإذا هم بالاستماع حرك اذنيه وفتح مسامعه فسمع، وإذا هم القلب بالشم استنشق بأنفه فادى تلك الرايحة إلى القلب وإذا هم بالنطق تكلم باللسان، وإذا هم بالبطش عملت اليدان، وإذا هم بالحركة سعت