الأرواح والجسد، فردت الروح والنور إلى القدرة الأولى وترك الجسد لأنه من شأن الدنيا وإنما فسد الجسد في الدنيا لان الريح تنشف الماء فييبس فيبقى الطين فيصير رفاتا ويبلى ويرجع كل إلى جوهره الأول وتحركت الروح بالنفس والنفس حركتها من الريح فما كان من نفس المؤمن فهو نور مؤيد بالعقل وما كان من نفس الكافر فهو نار مؤيد بالنكراء له فهذه صورة نار وهذه صورة نور والموت رحمة من الله لعباده المؤمنين ونقمة على الكافرين، ولله عقوبتان أحديهما أمر الروح والأخرى تسليط بعض الناس على بعض، فما كان من قبل الروح فهو السقم والفقر وما كان من تسليط فهو النقمة، وذلك قوله تعالى: (وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون من الذنوب) فما كان من ذنب الروح من ذلك سقم وفقر وما كان تسليط فهو النقمة وكان ذلك للمؤمن عقوبة له في الدنيا، وعذاب له فيها، واما الكافر فنقمته عليه في الدنيا وسوء العذاب في الآخرة ولا يكون ذلك إلا بذنب، والذنب من الشهوة، وهي من المؤمن خطأ ونسيان، وأن يكون مستكرها وما لا يطيق، وما كان في الكافر فعمد وجحود واعتداء وحسد وذلك قول الله عز وجل: (كفارا حسدا من عند أنفسهم).
6 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن بعض أصحابنا يرفعه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام عرفان المرء نفسه ان يعرفها بأربع طبايع وأربع دعايم وأربعة أركان، وطبايعه: الدم والمرة والريح والبلغم، ودعائمه الأربع العقل ومن العقل: الفطنة والفهم والحفظ والعلم، وأركانه النور والنار والروح والماء فأبصر وسمع وعقل بالنور واكل وشرب بالنار وجامع وتحرك بالروح ووجد طعم الذوق والطعم بالماء فهذا تأسيس صورته فإذا كان عالما حافظا ذكيا فطنا فهما عرف فيما هو ومن أين تأتيه الأشياء ولأي شئ هو هاهنا إلى ما هو صاير بإخلاص الوحدانية والاقرار بالطاعة وقد جرى فيه النفس وهي حارة