الرجلان، وإذا هم بالشهوة تحرك الذكر، فهذه كلها مؤدية عن القلب بالتحريك وكذلك ينبغي للامام أن يطاع للامر منه.
9 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن شاذان بن أحمد بن عثمان البراوذي قال:
حدثنا أبو علي محمد بن محمد بن الحارث بن سفيان السمرقندي قال: حدثنا صالح ابن سعيد الترمذي، عن عبد المنعم بن إدريس، عن أبيه، عن وهب بن منبه:
انه وجد في التوراة صفة خلق آدم عليه السلام حين خلقه الله عز وجل وابتدعه، قال الله تبارك وتعالى: انى خلقت آدم وركبت جسده من أربعة أشياء ثم جعلتها وراثة في ولده تنمى في أجسادهم وينمون عليها إلى يوم القيامة، وركبت جسده حين خلقته من رطب ويابس وسخن وبارد وذلك انى خلقته من تراب وماء ثم جعلت فيه نفسا وروحا، فيبوسة كل جسد من قبل التراب ورطوبته من قبل الماء وحرارته من قبل النفس وبرودته من قبل الروح، ثم خلقت في الجسد بعد هذه الخلق الأول أربعة أنواع: وهن ملاك الجسد وقوامه بإذني لا يقوم الجسد إلا بهن ولا تقوم منهن واحدة إلا بالأخرى، منها المرة السوداء والمرة الصفراء والدم والبلغم ثم أسكن بعض هذا الخلق في بعض، فجعل مسكن اليبوسة في المرة السوداء ومسكن الرطوبة في المرة الصفراء ومسكن الحرارة في الدم ومسكن البرودة في البلغم، فأيما جسد اعتدلت به هذه الأنواع الأربع التي جعلتها ملاكه وقوامه وكانت كل واحدة منهن أربعا لا تزيد ولا تنقص كملت صحته واعتدل بنيانه فإن زاد منهن واحدة عليهن فقهرتهن ومالت بهن دخل على البدن السقم من ناحيتها بقدر ما زادت، وإذا كانت ناقصة ثقل عنهن حتى تضعف عن طاقتهن وتعجز عن مقارنتهن، وجعل عقله في دماغه، وسره في طينته، وغضبه في كبده، وصرامته في قلبه، ورغبته في ريته، وضحكه في طحاله، وفرحه في حزنه، وكربه في وجهه، وجعل فيه ثلاثمائة وستين مفصلا.
قال وهب: فالطبيب العالم بالداء والدواء يعلم من حيث يأتي السقم من