به توثيق وتعديل له ضرورة ان الانتفاع الحاصل منه بالرواية والفتوى لا يتم الا بالعدالة، وقد استدل العلامة الطباطبائي رحمه الله (1) على عدالة الرجل مضافا إلى ما ذكر باجماع الأصحاب على نقل أقواله واعتبار مذاهبه في الاجماع والنزاع وقبول قوله في التوثيق والتعديل والتعويل على كتبه خصوصا كتاب من لا يحضره الفقيه.
ثم قال العلامة المامقاني رحمه الله ما نصه: (قد سمعت من النجاشي في رجاله) أمرين (أحدهما) انه ارخ ورود الصدوق رحمه الله بغداد بسنة 355 ولا يخفى عليك ان له إلى بغداد ورودين، هذا الذي ذكره هو تاريخ الورود الثاني منهما، واما الورود الأول منهما فهو الذي انتقل من نيسابور إلى العراق سنة 352 ه على ما يظهر من كتبه، ففي الباب السادس من عيون أخبار الرضا (حدثنا أبو الحسن علي بن ثابت الروابيني بمدينة السلام - يعني بغداد - سنة 352 ه، واما انتقاله في تلك السنة من نيسابور فلانه قال في عدة أبواب:
حدثنا عبد الواحد بن عبدوس بنيسابور في شعبان سنة 352 ه، ويشهد بكون ما أرخه النجاشي هو تاريخ وروده إلى بغداد ثانيا وضوح ان وروده بغداد أولا قبل وروده الكوفة، وقد قال في الباب الحادي عشر من عيون أخبار الرضا: انه سمع من محمد بن بكران النقاش بالكوفة سنة 354 ه والذي يفيده الجمع بين هذه التواريخ انه انتقل في أواخر سنة 352 ه من نيسابور إلى بغداد ثم انتقل منها إلى الكوفة وكان بها سنة 354 ه ثم رجع إلى بغداد سنة 355 ه (ثانيهما) انه سمع منه شيوخ الطائفة وهو حدث السن، والسيد صدر الدين رحمه الله توفى سنة 329 ه ولا أقل من أن يكون عمر (الصدوق) خمس عشر سنة فصاعدا، وهذا يقتضي ان يكون عمره وقت قدومه بغداد نيفا وأربعين سنة ولمثله لا يقال حدث السن (اه) وأنت خبير بان حداثة السن في كلام النجاشي متعلق بسماع المشايخ منه دون وروده بغداد فلا اعتراض عليه).