الشيوخ ويسمع منهم ويروي عنهم حتى أشير اليه بالبنان، (وقد ذكر هذا الفاضل ما ظفر به من شيوخ (الصدوق) فبلغوا (211) شيخا، نقل بعضهم من (مستدرك الوسائل) للمحدث النوري رحمه الله.
اخذ عن كثير من مشايخ أهل (قم) مثل محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد وسمع من حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي (ع) ولم تكن همة شيخنا - المترجم له - مقصورة على الاخذ عن مشايخ بلده فحسب بل تعالت همته حتى حملته وعثاء السفر، فسافر في رجب سنة 339 ه لطلب الحديث وتتابعت أسفاره فطاف فيها كثيرا من البلدان، يبادل العلماء السماع والاخذ في أمهات الحواضر العلمية، وما أكثرها في عصره، فقد كان من عصور العلم الزاهية في التقدم وشيوع العلم وإذاعة الأدب، وما أكثر ابطال العلم فيه، والتاريخ حافظ لآثارهم الباقية، ومآثرهم الصالحة.
ولعل السر في نشاط الحركة العلمية ورواج سوقها يومئذ هو فضل ولاة الأمور وتشجيع أولى التدبير في الحكومات الاسلامية فان الناس على دين ملوكهم.
وكانت السلطة في إيران للديالمة آل زيار وآل بويه (1) وفي أمرائهم.