الأئمة عليهم السلام، ولد بدعاء صاحب الامر (ع) ونال بذلك عظيم الفضل والفخر وصفه الإمام عليه السلام في التوقيع الخارج من ناحيته المقدسة بأنه فقيه مبارك ينفع الله به فعمت بركته الأنام وانتفع به الخاص والعام وبقيت آثاره ومصنفاته مدى الأيام وعم الانتفاع بفقهه وحديثه فقهاء الأصحاب ومن لا يحضره الفقيه من العوام.
وقال أيضا رحمه الله: بعدما نقل أحاديث ولادة الصدوق رحمه الله - (ان هذه الأحاديث تدل على عظمة منزلة الصدوق رحمه الله وكونه أحد دلائل الإمام (ع) فان تولده مقارنا لدعوة الإمام (ع)، وتبينه بالنعت والصفة من معجزاته صلوات الله عليه، ووصفه بالفقاهة والنفع والبركة دليل على عدالته ووثاقته، لان الانتفاع الحاصل منه رواية وفتوى الا بالعدالة التي هي شرط فيها، وهذا توثيق له من الإمام الحجة صلوات الله عليه، وكفى به حجة على ذلك، وقد نص على توثيقه جماعة من علمائنا الاعلام (منهم) الثقة الفاضل محمد بن إدريس الحلي رحمه الله في السرائر والمسائل، والسيد الثقة الجليل علي بن طاووس رحمه الله في فلاح السائل ونجاح الامل، وفي كتاب النجوم وكتاب الاقبال، وكتاب غياث سلطان الورى لسكان الثرى (ومنهم) العلامة الحلي رحمه الله في المختلف والمنتهى (ومنهم) الشهيد في نكت الارشاد وكتاب الذكرى.
ثم عد السيد بحر العلوم رحمه الله جملة من العلماء الآخرين الذين صرحوا بتوثيقه (إلى أن قال) وكيف كان فوثاقة الصدوق رحمه الله امر جلي بل معلوم ضروري كوثاقة أبي ذر سلمان الفارسي، ولو لم يكن الا اشتهاره بين علماء الأصحاب بلقبيه المعروفين لكفى في هذا الباب.
وقال العلامة الثقة الحجة الشيخ عبد الله المامقاني رحمه الله في تنقيح المقال (ج 3 - ص 154 - 155) بعد ان أورد في ترجمته مثل ما أورده النجاشي والشيخ الطوسي والعلامة الحلي وغيرهم من الاعلام رحمهم الله التأمل في وثاقة الرجل وعدالته وجلالته كالتأمل في نور الشمس الضاحية غير قابل لان يسطر في الكتب، كيف لا واخبار الحجة المنتظر عجل الله فرجه بان الله سبحانه ينفع