خصوصا بعد ان نقف على ما ذكره أرباب المعاجم من أن شيوخ الأصحاب سمعوا منه واخذوا عنه وهو في حداثة سنه، وبعد ان قرأنا كثيرة رحلاته إلى أمهات الحواضر العلمية وقرأنا عن بعضها انه كان يبادل السماع والاخذ فيها.
وبعد ان نقف على مدة عمره الشريف وانه عمر نيفا وسبعين سنة قضاها في سوح الجهاد العلمي بين تآليف الكتب ومجالس الشيوخ وجمع أصول الحديث ونشر الاحكام وإذاعتها خدمة لمبدئه واعلانا بمذهبه.
بعد ان نقرأ جميع ذلك لا يسعنا الإحاطة - تماما - بجميع من اخذوا عنه مع أن كثيرا من مترجميه لم يذكروا الا بعض أعيان تلامذته من الذين طار صيتهم وسطع نجمهم وذاعت أسماؤهم على الألسنة.
ثم ذكر هذا الفاضل أسماء ما تيسر له العثور عليه من تلامذته والاخذين عنه وكلهم من الاعلام الاثبات الذين أصفقت معاجم التراجم على ذكرهم بكل جميل، فبلغوا 20 تلميذا.
إلى هنا انتهى ما نقلناه مما كتبه بعض المحققين من أفاضل النجف الأشرف حفظه الله في ترجمة شيخنا الصدوق التي طبعت في مقدمة الجزء الأول من كتاب لا يحضره الفقيه المطبوع في النجف الأشرف سنة 1377 ه مع بعض التلخيص والإضافات منا، وقد ذكر مصادر الترجمة في آخرها وأكثر هذه المصادر هي موجودة عندنا بحمد الله وقد طابقنا ما كتبه هذا المحقق الفاضل معها، فراجعها ان شئت.
ومن مؤلفات شيخنا الصدوق رحمه الله هذا الكتاب الذي نقدمه للقراء الأفاضل (علل الشرائع والاحكام والأسباب) كما كتب في صدر الكتاب يتضمن (385) بابا، أول الأبواب (العلة التي من اجلها سميت السماء سماء والدنيا دنيا، والآخرة آخرة، والعلة التي من اجلها سمى آدم آدم، وحواء حواء، والدرهم درهما، والدينار دينارا، والعلة التي من اجلها قيل للفرس (أجد) وللبغلة (عد)، والعلة التي من اجلها قيل للحمار (حر)، واما آخر