قاعدة من حاز ملك المعنى: معنى القاعدة هو أن الحيازة سبب للملك، والمقصود من الحيازة عرفا هو الاستيلاء والسيطرة العرفية على الشئ الذي لم يكن مسبوقا بالملكية، كما يقول سيدنا الأستاذ: إذا قال: من حاز ملك، يقال: إن الحيازة سبب لملكية الحائز (1). ولا يخفى أن متعلق الحيازة يكون ما يناسبها كالغابات والجبال والصحاري للمراتع والاحتطاب وغيرهما من الاستفادة المادية، وعليه تختلف مع الأحياء وذلك، لأن الأحياء وإن كان من الاستيلاء ولكن بما أن له معنى خاصا (الأعمار)، في إطار مخصوص (الأراضي الموات) فيكون معناه إحياء الأرض بعد ما كانت ميتة وهذا هو المتفاهم عرفا، فعليه تبين فرق الأحياء مع الحيازة.
المدرك: يمكن الاستدلال على اعتبار القاعدة بما يلي:
1 - الآية: وهي قوله تعالى: هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا (2). يمكننا أن نستدل بهذه الآية - لأثبات الملكية بواسطة الحيازة - بأن ما في الأرض من المباحات الأصلية خلقت لتملك الإنسان، وطريقة التملك هو