بالمناكب، فان اعتدال الصف (1) من تمام الصلاة، ثم لا يكبر حتى يأتيه رجال قد وكلهم بتسوية الصفوف فيخبرونه أنها استوت فيكبر * (2) هذا فعل الخليفتين رضي الله عنهما بحضرة الصحابة رضي الله عنهم، لا يخالفهم في ذلك أحد منهم * وعن عثمان انه كأن يقول: اعدلوا الصفوف وصفوا الاقدام وحاذوا بالمناكب * وعن سفيان الثوري عن الأعمش عن عمارة بن عمران الجعفي عن سويد بن غفلة قال: كان بلال هو مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم يضرب أقدامنا في الصلاة ويسوي مناكبنا * (3) فهذا بلال ما كان: ليضرب أحدا على غير الفرض * وعن ابن عمر: من تمام الصلاة اعتدال الصف. وأنه قال: لان تخر ثنيتاي أحب إلى من أن أرى خللا في الصف فلا أسده * قال علي: هذا لا يتمنى في ترك مباح أصلا * وعن ابن عباس: إياكم وما بين السواري، وعليكم بالصف الأول * وعن عبيد الله بن أبي يزيد: رأيت المسور بن مخرمة يتخلل الصفوف حتى ينتهى إلى الصف الأول أو الثاني * وعن وكيع عن مسعر بن كدام عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد عن النعمان ابن بشير قال: والله لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم * (4) وقيل لانس بن مالك: أتنكر شيئا مما كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قال: لا، إلا أنكم لا تقيمون الصفوف * (5)