وهذا لا حجة لهم فيه، لان هذا حكم النساء خلف الرجال، وإلا فعليهن من إقامة الصفوف إذا كثرن ما على الرجال، لعموم الامر بذلك، ولا يجوز أن يترك حديث مصلى المرأة المذكورة لحديث وابصة، ولا حديث وابصة لحديث مصلى المرأة، فليس من ترك هذا لهذا بأولى ممن ترك ما أخذ هذا وأخذ بما ترك وكل ذلك لا يجوز * وشغبوا بحديث ابن عباس وجابر إذ جاء كل منهما فوقف عن يسار رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤتما به وحده فأدار عليه السلام كل واحد منهما حتى جعله عن يمينه، قالوا:
فقد صار جابر وابن عباس خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك الإدارة * قال علي: وهذا لا حجة فيه لهم، لما ذكرنا من أنه لا يحل ضرب السنن بعضها ببعض.
وهذا تلاعب بالدين! * وليت شعري! ما الفرق بين من ترك حديث جابر وابن عباس لحديث وابصة وعلى ابن شيبان وبين من ترك حديث وابصة وعلى لحديث جابر وابن عباس؟ وهل هذا كله إلا باطل بحت، وتحكم بلا برهان؟! * بل الحق في ذلك الاخذ بكل ذلك، فكله حق، ولا يحل خلافه، فإدارة الامام من صلى عن يساره إلى يمينه حق، ولا تبطل بذلك الصلاة، وبخلاف من صلى عن يسار الامام وهو عالم بالمنع من ذلك فصلاة هذين باطل، بخلاف حكم المصلى خلف الصف، وما سمى قط المدار عن شمال إلى يمين مصليا وحده خلف الصف! * وموهوا أيضا بخبر أبي بكرة إذ أتى وقد حفزه النفس فركع دون الصف ثم دخل الصف * قال علي: وهذا الخبر حجة عليهم لنا، لان عبد الله بن ربيع حدثنا قال ثنا عمر بن عبد الملك ثنا محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا حميد بن مسعدة أن يزيد بن زريع حدثهم قال ثنا سعيد بن أبي عروبة عن زياد الأعلم ثنا الحسن أن أبا بكرة حدث (1): (أنه دخل المسجد ونبي الله صلى الله عليه وسلم راكع، قال: فركعت دون الصف، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: زادك الله حرصا ولا تعد (2) *