عمرو بن راشد قوة للخبر، وعمرو بن راشد ثقة، وثقة أحمد بن حنبل وغيره * (1)
(1) قد ذكرنا أسانيد الحديث من الطريقين، أي من طريق هلال عن عمرو بن راشد عن وابصة ومن طريق هلال عن زياد بن أبي الجعد عن وابصة، وقد ظن بعض المحدثين أن هذا اختلاف على هلال يضعف به الخبر، وهو ظن خطأ بل هو انتقال من ثقة إلى ثقة فيقوى به الحديث كما قال المؤلف، وقد حدث به عمرو بن مرة عن زياد بن أبي الجعد عن وابصة عند الترمذي (ج 1 ص 48)، وهو الذي رواه عن هلال عن عمرو بن راشد عن وابصة، وهذا يؤيد أن عمرو بن راشد وزياد أحدثا به عن وابصة، وقد صح أن هلال بن يساف سمع هذا الحديث من وابصة نفسه، فقد روى الترمذي (حدثنا هناد أبو الأحوص عن حصين عن هلال بن يساف قال أخذ زياد بن أبي الجعد بيدي ونحن بالرقة فقام بي على شيخ يقال له وابصة بن معبد من بنى أسد فقال زياد حدثني هذا الشيخ أن رجلا صلى خلف الصف وحده والشيخ يسمع فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعيد الصلاة) وهذا صريح في رواية هلال عن وابصة، إذ هو من باب العرض على الشيخ وهو حجة كالسماع عند علماء الحديث، ولذلك قال الترمذي (وفى حديث حصين ما يدل على أن هلالا قد أدرك وابصة) ورواه أحمد عن وكيع عن سفيان، وعن محمد بن جعفر عن شعبة، وابن ماجة عن أبي بكر بن أبي شيبة عن عبد الله بن إدريس، والطحاوي (ج 1 ص 229) من طريق سعيد بن منصور عن هشيم، الأربعة كلهم عن حصين عن هلال أن زيادا أقامه على وابصة وحدثه به عنده، ولكن لم يصرحوا بأن وابصة كان يسمع، ورواية الترمذي تفسر هذا وتؤيده. ويقوى هذا جدا أن احمد رواه أيضا عن أبي معاوية عن الأعمش عن شمر بن عطية عن هلال بن يساف عن وابصة، وهذا اسناد صحيح، ويتلخص مما قلناه أن هلالا سمع الحديث من عمرو بن راشد ومن زياد بن أبي الجعد كلاهما عن وابصة وانه حدثه به زياد عن وابصة ووابصة يسمع فكأنه سمعه منه. وقد جاء من طريق أخرى عن زياد، فرواه أحمد عن وكيع عن يزيد بن زياد بن أبي الجعد عن عمه عبيد بن أبي الجعد عن زياد بن أبي الجعد عن وابصة بن معبد، وهذا اسناد صحيح رواته ثقات، وهو يدل على أن الحديث كان عند زياد فرواه عنه آله