هو خاتم النبيين، وكما تقول: أكرم إخوانك (1) وأبا زيد الكريم والحسيب أخا محمد فأبو زيد هو الحسيب، وهو أخو محمد، فقوله (وصلاة العصر) (2) بيان للصلاة الوسطى فهي الوسطى (3) وهي صلاة العصر، واما قوله عليه السلام: (شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر) فلا يحتمل تأويلا أصلا، فوجب بذلك حمل قوله عليه السلام (والصلاة الوسطى وصلاة العصر) على أنها عطف صفة على صفة ولا بد * ويبين أيضا صحة هذا التأويل عنهم ما قد أوردناه عنهم أنفسهم من قولهم (والصلاة الوسطى صلاة العصر). وصحت الرواية عن عائشة بأنها العصر وهي التي روت نزول الآية وفيها (وصلاة العصر) فصح أنها عرفت (4) أنها صفة لصلاة العصر، وهي سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يتلوها كذلك، وبهذا ارتفع (5) الاضطراب عنهم، وتتفق أقوالهم، ويصح كل ما روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، وينتفي عنه الاختلاف، وحاشا لله أن يأتي اضطراب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن أبى من هذا لم يحصل على ما يريد، ووجب الاضطراب في الرواية عنهم، ولم يكن بعض ذلك أولى من بعض، ووجب سقوط الروايتين معا، وصح ما جاء في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، وبطل الاعتراض عليه بروايات اضطرب على أصحابها بما يحتمل التأويل مما يدعيه المخالف، وبما لا يحتمل التأويل مما يوافق قولنا، ولله الحمد * وأما القراءة بهذه الزيادة فلا تحل، ومعاذ الله أن تزيد أمهات المؤمنين وأبي وابن عباس في القرآن ما ليس فيه، والقول في هذا: هو أن تلك اللفظة كانت منزلة ثم نسخ لفظها * كما حدثنا حمام ثنا ابن مفرج ثنا ابن الاعرابي ثنا الدبري ثنا عبد الرزاق ثنا ابن جريج (6) أخبرني عبد الملك بن عبد الرحمن عن أمه أم حميد بنت عبد الرحمن قالت:
سألت عائشة أم المؤمنين عن الصلاة الوسطى؟ فقالت: كنا نقرؤها في الحرف الأول على