المحلى - ابن حزم - ج ٤ - الصفحة ٢٥٦
صلاة الوسطى صلاة العصر فليست هذه الرواية دون الأولى، فقد اختلف على أبي ابن كعب أيضا * وأما خبر عائشة فإننا روينا من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن أبي سهل (1) محمد بن عمرو الأنصاري عن محمد بن أبي بكر عن عائشة أم المؤمنين قالت: الصلاة الوسطى صلاة العصر: فهذه أصح رواية عن عائشة، وأبو سهل (2) محمد بن عمرو الأنصاري ثقة. روى عنه ابن مهدي ووكيع ومعمر وعبد الله بن المبارك وغيرهم (3) * فبطل التعلق بشئ مما ذكرنا قبل، إذ ليس بعض ما روى عن هؤلاء المذكورين بأولى من بعض، والواجب الرجوع إلى ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، وقد ذكرنا انه لم يصح عنه عليه السلام إلا أن الصلاة الوسطى صلاة العصر * فان قيل: فكيف تصنعون أنتم في هذه الروايات التي أوردت عن حفصة وعائشة وأم سلمة وأبي وابن عباس -؟: التي فيها (وصلاة العصر) والتي فيها (صلاة العصر) عنهم بلا واو حاشا حفصة (4): وكيف تقولون في القراءة بهذه الزيادة، وهي لا تحل القراءة بها اليوم؟ * فجوابنا وبالله تعالى التوفيق: إن الذي يظن من اختلاف الرواية في ذلك فليس اختلافا بل المعنى في ذلك مع الواو ومع إسقاطها سواء، وهو أنها تعطف (5) الصفة على الصفة، لا يجوز غير ذلك، كما قال الله تعالى (ولكن رسول الله وخاتم النبيين) فرسول الله صلى الله عليه وسلم

(1) في النسخة رقم (45) (أبى سهيل) في الموضعين وهو خطأ (2) في النسخة رقم (45) (أبى سهيل) في الموضعين وهو خطأ (3) أبو سهل هذا ضعيف. وقد روى الطبري هذا الأثر عن سفيان بن وكيع عن أبيه عن محمد بن عمرو (ج 2 ص 343) ولكن وقع فيه (عن محمد بن عمرو وأبى سهل الأنصاري) فجعلهما اثنين وهو خطأ مطبعي. ورواه أيضا من طريقين عن قتادة عن أبي أيوب عن عائشة. وأبو أيوب هو المراغي الأزدي وهو ثقة، وسيذكر المؤلف هذه الرواية * (4) بل حفصة روى عنها أيضا باسناد صحيح كما سبق عن الطبري - أنها قالت عن النبي صلى الله عليه وسلم (والصلاة الوسطى وهي صلاة العصر) وقد روى الطبري أيضا باسناد صحيح (ج 2 ص 349) عن نافع قال: (فقرأت ذلك المصحف - يعنى مصحف حفصة - فوجدت فيه الواو) وهذا يدل على أن رواية اثبات الواو إنما هي على معنى التفسير للصلاة الوسطى (5) في النسخة رقم (45) (لعطف)
(٢٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 ... » »»
الفهرست