صلاة الوسطى صلاة العصر فليست هذه الرواية دون الأولى، فقد اختلف على أبي ابن كعب أيضا * وأما خبر عائشة فإننا روينا من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن أبي سهل (1) محمد بن عمرو الأنصاري عن محمد بن أبي بكر عن عائشة أم المؤمنين قالت: الصلاة الوسطى صلاة العصر: فهذه أصح رواية عن عائشة، وأبو سهل (2) محمد بن عمرو الأنصاري ثقة. روى عنه ابن مهدي ووكيع ومعمر وعبد الله بن المبارك وغيرهم (3) * فبطل التعلق بشئ مما ذكرنا قبل، إذ ليس بعض ما روى عن هؤلاء المذكورين بأولى من بعض، والواجب الرجوع إلى ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، وقد ذكرنا انه لم يصح عنه عليه السلام إلا أن الصلاة الوسطى صلاة العصر * فان قيل: فكيف تصنعون أنتم في هذه الروايات التي أوردت عن حفصة وعائشة وأم سلمة وأبي وابن عباس -؟: التي فيها (وصلاة العصر) والتي فيها (صلاة العصر) عنهم بلا واو حاشا حفصة (4): وكيف تقولون في القراءة بهذه الزيادة، وهي لا تحل القراءة بها اليوم؟ * فجوابنا وبالله تعالى التوفيق: إن الذي يظن من اختلاف الرواية في ذلك فليس اختلافا بل المعنى في ذلك مع الواو ومع إسقاطها سواء، وهو أنها تعطف (5) الصفة على الصفة، لا يجوز غير ذلك، كما قال الله تعالى (ولكن رسول الله وخاتم النبيين) فرسول الله صلى الله عليه وسلم
(٢٥٦)