قالوا فدل هذا على أنها ليست صلاة العصر * قال على: هذا اعتراض في غاية الفساد، لأنه كله ليس منه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شئ وإنما هو موقوف على حفصة وأم سلمة وعائشة أمهات المؤمنين وابن عباس وأبي بن كعب، حاشا رواية عائشة فقط، ولا يجوز أن يعارض نص كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم بكلام غيره * فان وهنوا تلك الروايات، قيل لهم: هذه الروايات هي الواهية! وهذا كله لا يجوز * ثم نقول لهم: من العجب احتجاجكم بهذه الزيادة التي أنتم مجمعون معنا على أنها * لا يحل لاحد أن يقرأ بها ولا أن يكتبها في مصحفه وفي هذا بيان انها روايات لا تقوم بها حجة.
وكل ما كان عمن دون رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا حجة فيه، لان الله تعالى لم يأمر عند التنازع بالرد إلى أحد غير كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؟ لا إلى غيرهما، فمن حكم في التنازع غيرهما فقد عصى الله تعالى وخالف أمره، فهذا برهان كاف * ثم آخر، وهو. ان الرواية قد تعارضت عن هؤلاء الصحابة المذكورين على أن نسلم لكم كل ما تريدون في معنى هذه اللفظة الزائدة التي في هذه الآثار وهي.
أننا روينا خبر أم سلمة من طريق وكيع عن داود بن قيس عن عبد الله بن رافع. ان أم سلمة أم المؤمنين كتبت مصحفا فقالت: اكتب (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر) (1) هكذا بلا واو * وأما خبر ابن عباس فرويناه من طريق وكيع عن شعبة عن أبي إسحاق السبيعي عن عمير بن يريم قال: سمعت ابن عباس يقول: حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر) هكذا بلا واو * فاختلف وكيع وعبد الرزاق على داود (2) بن قيس في حديث أم سلمة، واختلف وكيع ويحيى على شعبة (3) في حديث ابن عباس، وليس وكيع دون يحيى ولا دون عبد الرزاق * وأما خبر أبي بن كعب فرويناه من طريق إسماعيل بن إسحاق عن محمد بن أبي بكر عن مجلوب أبي جعفر (4) عن خالدا الحذاء عن أبي قلابة قال: في قراءة أبي بن كعب