طيرة، وفر من المجذوم فرارك من الأسد) * فان معناه كقول الله تعالى: (اعملوا ما شئتم) أي فر من المجذوم فرارك من الأسد لا عدوى، انه لا يعديك، ولا ينفعك فرارك مما قدر عليك، ولو لم يكن معناه هذا لكان آخر الحديث ينقض أوله، وهذا محال. وأيضا: فلو كان على معنى الفرار لكان الامر به عموما، فوجب ان تفر منه امرأته وولده وكل أحد حتى يموت جوعا وجهدا، ولوجب ان تقفل الأزقة امامه، كما يفعل بالأسد وهذا باطل بيقين، وما يشك أحد انه قد كان في عصره عليه السلام مجذومون فما فر عنهم أحد، فصح ان مراده عليه السلام ما ذكرناه * حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله الهمداني ثنا إبراهيم بن أحمد البلخي ثنا الفربري ثنا البخاري ثنا سعيد بن عفير حدثني الليث حدثني عقيل بن خالد عن ابن شهاب أخبرني محمود بن الربيع الأنصاري: (ان عتبان بن مالك ممن شهد بدرا من الأنصار أتى إلى (1) رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، قد أنكرت بصرى، وأنا أصلى لقومي، فإذا كانت الأمطار سال الوادي الذي بيني وبينهم لم أستطع ان آتي المسجد (2)، ووددت يا رسول الله أنك تأتيني فتصلى في بيتي فأتخذه مصلى، فقال (3) رسول الله صلى الله عليه وسلم:
سأفعل إن شاء الله، قال عتبان: فغدا (4) على رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث * وبه إلى البخاري: ثنا مسدد ثنا يحيى هو ابن سعيد القطان عن عبيد الله بن عمر حدثني نافع قال: أذن ابن عمر في ليلة باردة بضجنان (5) ثم قال: ألا (6) صلوا في رحالكم، فأخبرنا: (ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر مؤذنا يؤذن، ثم يقول على اثره:
ألا صلوا في الرحال) * حدثنا حمام ثنا ابن مفرج ثنا ابن الاعرابي ثنا الدبري ثنا عبد الرزاق عن سفيان الثوري عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي المليح بن أسامة عن أبيه هو أسامة ابن عمير الهذلي أنه قال له: (رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية،