ومن عظيم القربات إلى الله الصلة والبر بالإخوان في الله من المؤمنين وإن لم يكونوا أرحاما وأقرباء، وخصوصا أهل العلم والتقوى منهم، المقربون عند الله وذوو المنزلة لديه والذين يكون التقرب منهم تقربا إلى الله، وادخال السرور عليهم ادخالا للسرور على المعصومين ساداتهم.
ومن القربات الكبيرة إلى الله: الصلة والهدايا للذرية الطيبة من ولد الرسول الله صلى الله عليه وآله وأبناء الأئمة الهداة عليهم السلام من المؤمنين المتقين الذين تكون صلتهم صلة لأجدادهم الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
[المسألة 53:] يجوز للأب أن يخص بعض أولاده بالهبة أو العطية، ولا يهب ولا يعطي الآخرين منهم إذا كان لمن وهب له أو أعطاه مزية في العلم أو التقوى أو إحدى المميزات الشرعية الأخرى، لا توجد في غيره منهم، ويجوز له أن يهب للجميع ويعطيهم، ويفضل صاحب المزية بزيادة على من سواه، بل الظاهر أنه يجوز له أن يخصه بالهبة أو يفضله على غيره إذا كانت له إحدى المميزات المحمودة بين العقلاء وإن لم تكن شرعية ويجوز له أن يخص بعضهم كذلك بالعطية، أو يفضله على غيره مع التساوي وعدم المزية، على كراهة في ذلك ولعل الكراهة تكون أشد إذا كان غير المخصوص أو المفضل هو صاحب المزية.
ويحرم التخصيص أو التفضيل إذا كان ذلك يوجب وقوع البغضاء والحقد والعداء والفتنة بينهم، والأحوط لزوما اجتنابه إذا كان مظنة لوقوع ذلك، أو كان سببا لانحراف الآخرين منهم ووقوعهم في الضلال بل الظاهر التحريم في الفرض الأخير إذا علم بوقوع ذلك.
[المسألة 54:] إذا كانت الهبة مما يجوز للواهب أن يرجع بها، ثم اشترط الشخص الموهوب له على الواهب في ضمن أحد العقود اللازمة أن لا يرجع في هبته، وقبل الواهب بذلك، وجب على الواهب أن يفي له بالشرط فلا يجوز له أن يرجع بالهبة.